الحياء من أخلاق الأنبياء
وهو من أخلاق الأنبياء، وقد كان موسى رجلاً حيياً ستِّيراً، قيل إنَّه كان في شرع بني إسرائيل جواز أن يغتسل الإنسان بحضرة النَّاس، لكن موسى كان يستحي مع ذلك ويذهب بعيدًا ويغتسل، وكان من حياء موسى أن صارت قصة الحجر وجرى بثوبه لما اتهمه بنو إسرائيل إفكاً وآذوه وقالوا فيه انتفاخٌ في الخصيتين، اتهموه بهذا الاتهام الباطل فبرَّأه الله منه بجريان الحجر بثوبه، وعدى وراءه يضربه بعصاه حتى رأوه أحسن ما خلق الله، كان ذلك لأجل التَّبرئة، من حياء موسى أنَّه كان يستر جلده بحيث لا يكاد يرى منه شيءٌ: إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً لا يُرى من جلده شيءٌ[رواه البخاري 3223]. رواه البخاري. وكذلك مثل عثمان بن عفان كان لديه هذه الصَّفة، كان لا يكاد يُرى من جلده شيءٌ لأجل حيائه، فبعض النَّاس مثلاً قد يسير عاري المنكبين، ولا يكون هذا حراماً لكن لو كان عنده حياء شديد ما فعل ذلك، فالحياء يحشم الإنسان فهو يجعله رُبَّما يترك أشياء وإن كانت مباحةً، لكن لأجل زيادة الحشمة وزيادة المروءة والمحافظة على المروءة، ونبيُّنا ﷺ قد جمع بين الحياء أيضاً فبلغ المبلغ الأعظم بين البشر، فكان أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه، فالمرأة البكر إذا كانت سترها وفي خدرها فكيف يكون حالها إذا دخل عليها فجأةً رجلٌ أجنبيٌّ، فكان ﷺ في حيائه الفطري أشدَّ من هذه البكر، وكان في الحياء المكتسب في الذَّروة العليا، وكان إذا كره شيئاً لا يتكلَّم به لحيائه ﷺ، بل يرى ذلك في وجهه فيقوم أصحابه للتَّغيير، وحصلت حادثةٌ تبيِّن حياء النَّبيِّ ﷺ بيناً جلياً، فروت عائشة رضي الله عنها قالت: سألت امرأةٌ النَّبيًّ ﷺ: كيف تغتسل من حيضتها؟ يصف لها كيفية الغسل من الحيض، فعلَّمها ﷺ كيفية الغسل، وبعد الانتهاء من الغسل قال: تأخذي فرصةً ممسَّكةً فتطهر بها قطعة قطن أو قطعة قماش، كما ذكر صاحب القاموس التي تتنظِّف بها المرأة بعد حيضها تأخذ قطعة قطن أو قطعة قماش ممسكةً يعني: فيها مسكٌ وهو الطِّيب المعروف، قال: تأخذي فرصةً من مسكٍ فتطهر بها المرأة، قالت: كيف أتطهَّر بها؟ ما فطنت فقال: تطهرين بها سبحان الله[رواه مسلم332]. واستتر بيده على وجهه، النَّبيِّ ﷺ غطَّى وجهه بيده حياءً، امرأة تسأل كيف وصلت إلى هذه الدَّرجة في السُّؤال، فعائشة رضي الله عنها قالت: فاجتذبتها إليَّ على هذا الموقف، يعني: كأنَّها أخزت النِّساء اليوم، وعرفت ما أراد النَّبيُّ ﷺ فقالت: "تتبَّعي بها أثر الدَّم" يعني: مكان خروج الدَّم امسحي بالفرصة الممسَّكة بعد الغسل لتطييب المحل، أليس المحل خرج منه دمُ الحيض الذي هو منتن ورائحته كريهة! فبعد الغسل تمسحي به مكان خروج الدَّم هذا هو المقصود، لكن النَّبيُّ ﷺ استحى أن يبيِّن ذلك بالتَّفصيل أمام المرأة الأجنبية، فغطَّى وجهه بيده ﷺ لما سألته عنه.
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:40 pm من طرف Admin
» التوكل والاعتماد على الله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:38 pm من طرف Admin
» اليـــــــــــقين بالله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:36 pm من طرف Admin
» حيـــــــاة الســــــــلف بين القــــــــــــول والعـــــــــــمل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:34 pm من طرف Admin
» جاء رجل الى وهب بن منبه فقال :علمني شيئا الله به قال .....
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:31 pm من طرف Admin
» قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوكل نصف الدين
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:29 pm من طرف Admin
» في اليقــــــــــــين والتوكل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:26 pm من طرف Admin
» ماصبر عليه يوسف عليه السلام من مراودة امراة العزيز امر صعب جدا لقوة الداعي ؟ فما قوة الداعي فيه ؟
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:24 pm من طرف Admin
» الداخل في الشيء لايرى عيوبه
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:19 pm من طرف Admin