فضل خلق الحياء
هذا الخلق الكريم: ما فضيلته؟ وما ثوابه؟ وما منزلته؟ الحياء: أولاً: من الإيمان، وهذا من أعظم فضائل هذا الخلق، وهما رضيعا لبان تقاسما على ألا يفترقا، ولا يمكن أن تجد إيماناً بدون حياءٍ، فالحياء شعبة من الإيمان، والنَّبيُّ ﷺ رفض أن يعاتب إنساناً حيياً على كثرة حيائه، وذلك كما جاء في الحديث الصَّحيح: أنَّ رسول الله ﷺ مرَّ على رجلٍ من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، وفي رواية: وهو يعاتب أخاه على الحياء، يقول: إنَّك لتستحيي حتى كأنَّه يقول قد أضرَّ بك حياؤك، وأذهب حقوقك وجعلك في حرج، فقال رسول الله ﷺ: دعه لا تعاتبه فإنَّ الحياء من الإيمان[رواه البخاري 24]. فالحياء قد يحول بين الشَّخص وبين طلب حقِّه، افرض مثلاً: أنَّه عمل شيئاً لشخصٍ فيستحي أن يطلب الأجرة، هناك ناسٌ عندهم حياءٌ فيستحيون من طلب حقوقهم، فيحصل عليه ضررٌ أليس كذلك؟ يعني: حقوقه عند الناس وهو يستحي أن يطلبها، ورُبَّما أيضاً بعض النِّساء تستحي أن تطلب نفقةً من زوجها، وبعض الأزواج لا يأبهون ما دام المرأة ساكتة، فكثرة الحياء تؤدِّي عند بعض النَّاس إلى نوعٍ من ذهاب الحقوق، فالرَّجل هذا يقول: لأخيه أنت تستحيي وحقوقك عند النَّاس، فقد أضرَّ بك كثرة الحياء، ومع ذلك النَّبيُّ ﷺ قال: دعه فإنَّ الحياء من الإيمان يعني: ولو كان الحياء منعه من استيفاء حقَّه، لكنَّ حقَّه لا يفوت يوم القيامة، فالحقيقة وإنَّ منعه من بعض المنافع في الدُّنيا لكنَّه يوم القيامة سيأتيه حياؤه بخيرٍ عظيمٍ، ويوم القيامة يتضح أنَّ الشَّيء الذي استحيا من أخذه أو من المطالبة به وملاحقة النَّاس؛ قد جاءه موفوراً أعظم مما لو أخذه في الدُّنيا وأفضل وأكثر فائدة، ولذلك الحياء لا يأتي إلَّا بخيرٍ وإذا سلب العبد الحياء فإنَّه لا شيء يحجزه عن القبائح والدنايا، وقال محمد بن عبد الله البغدادي:
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه | فلا خير في وجهٍ إذا قل ماؤه |
كما تقدَّم، فيصبح الواحد صفيق صلب الوجه لا يستحيي من أحدٍ، وكلامه سيئٌ وتصرفاته فيها إيذاءٌ لعباد الله تعالى، فلذلك يحصل النُّفور منه، فمن علامات الشَّقاء والقسوة في القلب وجمود العين وقلِّة الحياء والرَّغبة في الدُّنيا وطول الأمل، ولذلك كان الحياء أبهى زينةٍ يتزين بها كما قال ﷺ: ما كان الفحش في شيءٍ قطَّ إلَّا شانه، وما كان الحياء في شيءٍ قطَّ إلَّا زانه[رواه الترمذي1974، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1974]. فالحياء إذاً زينةٌ، ونزعه عيبٌ كبيرٌ عمَّن نُزع عنه.
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:40 pm من طرف Admin
» التوكل والاعتماد على الله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:38 pm من طرف Admin
» اليـــــــــــقين بالله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:36 pm من طرف Admin
» حيـــــــاة الســــــــلف بين القــــــــــــول والعـــــــــــمل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:34 pm من طرف Admin
» جاء رجل الى وهب بن منبه فقال :علمني شيئا الله به قال .....
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:31 pm من طرف Admin
» قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوكل نصف الدين
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:29 pm من طرف Admin
» في اليقــــــــــــين والتوكل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:26 pm من طرف Admin
» ماصبر عليه يوسف عليه السلام من مراودة امراة العزيز امر صعب جدا لقوة الداعي ؟ فما قوة الداعي فيه ؟
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:24 pm من طرف Admin
» الداخل في الشيء لايرى عيوبه
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:19 pm من طرف Admin