من المواضع التي لايجوز فيها الحياء مطلقاً
ومن المواضع التي لا يجوز فيها الاستحياء أبداً: قضية
الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فإنَّ بعض النَّاس
يستحيي من إنكار المنكر، والله تعالى لا يستحيي من
الحقِّ، وليس الحياء موضعٌ إذا ضلَّ النَّاس أو حصل
باطلٌ، ويدلُّ على ذلك قول النَّبيُّ ﷺ: لا يمنعنَّ رجلاً
هيبةُ النَّاس أن يقول بحقٍّ إذا علمه [رواه
الترمذي2191، وصححه الألباني في صحيح وضعيف
سنن التَّرمذي2191]. أو شهده أو سمعه، هذا نصٌّ
مهمٌّ، فهيبة النَّاس لا تمنع الأمر بالمعروف والنَّهي عن
المنكر، آثروا الحياء من الله على الحياء من النَّاس،
ولذلك لا يمكن أن يُقال: كنت أريد أن أنكر المنكر
فاستحييت من الموجودين، فهذه كارثةٌ وطامةٌ، أو كنت
أُريد أن أنهاهم عن خطأ فاستحييت من الكلام لايجوز أبداً
، وكان هناك مواقفٌ من العلماء وحتى بعضهم ليسوا من
العلماء لكن في الحقِّ ما كانوا يستحيون، فمن هذه
المواقف لما أحضر المأمون أصحابَ الجوهر فناظرهم
على متاعٍ كان له، ثُمَّ نهض المأمون لبعض حاجته، ثُمَّ
خرج ودخل عليهم مرَّةً أخرى في المجلس، فقام كُلُّ من
كان في المجلس إلَّا ابن الجعد لم يقم، قال: فنظر إليه
المأمون كهيئة المغضب ثُمَّ استخلاه، يعني: أخذه على
جنبٍ، فقال له: يا شيخ ما منعك أن تقوم لي كما قام
أصحابك؟ قال: أجللت أميرَ المؤمنين للحديث الذي نأثره
عن النَّبيِّ ﷺ، قال وما هو؟ قال علي بن الجعد:
سمعت المبارك بن فضالة يقول: سمعت الحسن يقول:
قال النَّبيُّ ﷺ: من أحبَّ أن يمثلَّ له النَّاس قياما
فليتبوأ مقعده من النَّار فأطرق المأمون متفكِّراً في
الحديث، ثُمَّ رفع رأسه فقال: لا يشترى إلَّا من هذا
الشَّيخ، قال: فاشترى منه في ذلك اليوم بقيمة ثلاثين
ألف دينار"[تاريخ الإسلام16/282]. قد يعقب الله
بعض الأقوياء في الحقِّ حتى من نعيم الدُّنيا بسبب قوُّتهم
، ولو ابتلوا فيكون في ابتلائهم أجراً لهم على صبرهم
، وقال الإمام ابن مهدي رحمه الله: "ما كنت أقدر أن
أنظر إلى سفيان" يعني: الثَّوري "استحياءً وهيبةً منه"
[سير أعلام النبلاء7/267]. ومع ذلك كان في مواقع
الحميَّة والغضب لدين الله شديداً، وقد أنكر مرَّةً على
المهدي الخليفة واشتدَّ في الإنكار حتى قال له وزير
المهدي: "شطت تكلم أمير المؤمنين بمثل هذا؟ يعني
: هذا أسلوبٌ شديدٌ "فقال له سفيان: اسكت ما أهلك
فرعون إلا هامان" أنت وزيره فأنت ستهلكه "فلمَّا ولَّى
سفيانٌ قال أبو عبيد الله: يا أمبر المؤمنين ائذن لي أن
أضرب عنقه، فقال: له اسكت ما بقي على وجه الأرض
من يستحيا منه غير هذا"[الورع للإمام أحمد
1/95].
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:40 pm من طرف Admin
» التوكل والاعتماد على الله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:38 pm من طرف Admin
» اليـــــــــــقين بالله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:36 pm من طرف Admin
» حيـــــــاة الســــــــلف بين القــــــــــــول والعـــــــــــمل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:34 pm من طرف Admin
» جاء رجل الى وهب بن منبه فقال :علمني شيئا الله به قال .....
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:31 pm من طرف Admin
» قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوكل نصف الدين
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:29 pm من طرف Admin
» في اليقــــــــــــين والتوكل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:26 pm من طرف Admin
» ماصبر عليه يوسف عليه السلام من مراودة امراة العزيز امر صعب جدا لقوة الداعي ؟ فما قوة الداعي فيه ؟
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:24 pm من طرف Admin
» الداخل في الشيء لايرى عيوبه
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:19 pm من طرف Admin