مقدمـــــــــــــــــــــــــة:
- يتناول هذا السند واحدا من أهم الموضوعات التي تحتل مكانا بارزا
- في الدراسات التربوية.وتفتح مجالا واسعا إلى تحديد المقارنة بين المقاربة
بالأهداف والمقارنة بالكفاءات.
1- المقاربــــــــــــــــــة بالأهداف:
تعريف الهدف
-1 الهدف لغة:
"هو المشرف من الأرض وإليه يلجأ" ابن منظور 92 /ص 346
والهدف: كل شيء عظيم مرتفع (ابن منظور)
وفي الحديث: عن عبد الله بن جعفر قال:
"كان أحب ما استتر به رسول الله(ص)لحاجته هدف، أو حائش نخل". أي ما ارتفع من بناء وغيره.
والهدف: "الدنو، أهدف القوم أي قربوا" ابن منظور 92/346
-2 الهدف اصطلاحا:
أ- في علم النفس:
اله[size=24]دف: "النتيجة النهائية لأي فعل أوسلسلة من الأفعال، سواء أكان الهدف مقصودا من الكائن الحي
القائم بالفعل أم لا؟". ابراهيم مدكور 1975
ويعتبر ماكدوجل W.Mc Dougalأكثر علماء النفس تأكيدا على الغرض في السلوك الإنساني.
ومن وجهة نظرE.C.Tolmenفإن الهدف يرتبط بالحاجات الفزيولوجية باعتباره مشبعا لها.
ولقد استعمل مصطلح الهدف في علم النفس بشكل واسع حيث استطاع علماء النفس أن يربطوا بشكل هام جدا بين العناصر الثلاثة المفسرة للسلوك وهي:
الحاجة---------- النشاط--------------- الهدف
ب- في التربيـــــة:
إن المتتبع للدراسات التي تناولت الأهداف في ميدان التربية،
وحاولت تحديد معنى الهدف، يلاحظ أنها لا تختلف كثيرا في تعريفها
للهدف عن المعنى العام له لغة، وفي العلوم الأخرى.
ويعرفه فؤاد قلادة بأنه:
"مقصد مصوغ في عبارة تصف تغييرا مقترحا يراد إحداثه في التلميذ".
ويضيف:
"ومن تم كان الهدف عبارة عن توضيح ما سوف يكون عليه سلوك
التلميذ بعد تمام نجاح مروره بالخبرة".
أما ماجدة عباس فترى أن الأهداف في التربية هي:
"وصف ما يستطيع التلميذ أداءه من سلوك مرغوب فيه في نهاية
المنهج، أو المقرر الدراسي أو وحدة التدريس، أو الدرس".
ويتضح مما سبق أن الهدف هو ما نريد تحقيقه من أنماط
سلوكية لدى التلميذ من خلال مروره بمواقف تعليمية تعلمية معينة
مخططة مسبقا.
وهو بهذا المعن ى: حلقة من سلسلة طويلة متكاملة من الحلقات
تغطي جوانب متعددة من جوانب السلوك الانساني في مختلف جوانب
الحياة. وهو ما لا يبتعد عن المعنى المحدد لمفهوم الهدف في عمومه.
ونخلص إلى أن الهدف في التربية هو:
عبارة تصف بدقة ما يمكن أن يحققه التلميذ بعد الانتهاء من الحصة، أو من خبرة تعليمية معينة
تلك الأهداف التي تعنى بما يقوم به العقل من عمليات متباينة
في محتوياتها ومتفاوتة في مستواها وتضم جميع أشكال النشاط الفكري
لدى الانسان وتتمثل العمليات العقلية في المستويات التالية:
- مستوى التذكر والحفظ.
- مستوى الفهم أو الاستيعاب.
- مستوى التحليل.
- مستوى التركيب.
- مستوى التقويم.
ويمثلها بلوم هرميا كما هو مبين في الشكل التالي:
التقويم
التركيــــــــــــب
التحليــــــــــــــــــــــــــــــــــل
التطبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق
الفهــــــــــــــــــــم
التذكيـــــــــــــــــــــــــــر أو الحفـــــــــــــــــــــــــــــــــظ
وتندرج تحت هذا المجال كل الأهداف التربوية التي تعمل على شحذ وتنمية هذه العمليات العقلية، وكما أشرنا سابقا، فهي مبنية على أساس "معيار الصعوبة المندرج ة" سواء أكان في ترتيب الأهداف
أو ترتيب المقولات التي تندرج تحت هذه الأهداف والتي تجسد أنواع
النشاط العقلي الذي تسعى العملية التعليمية إلى تحقيقه في التلميذ.
2- المقاربــــــــــــــــــة بالكفاءات:
مفهوم الكفاءة :
الكفاءة مفهوم عام يشمل القـدرة على استعمال المهارات والمعارف الشخصية في وضعيات جديـدة، داخل إطار حقله المهـني ،كما تحـوي أيضا تنظيـم العمـل وتخطيطـه، وكـذا الابتكار والقـدرة على التكيف مع النشاطات الغير عادية.
تعريف الكفاءة :
حسب لوي دينو )مجموعة من التصرفات الاجتماعية-الوجدانية ، ومن المهارات المعرفية والحس-حركية ، التي تمكن من ممارسة دور ، وظيفة ، نشاط ، مهمة أو عمل معقد على أكمل وجه ) [size=24].لماذا المقاربة بالكفاءات ؟
[size=[size=24]24]لا نتعلـم بالضـرورة لنعـرف ، ولكـن نتعلـم خاصـة لنتصرف-جاءت المقاربة بالكفاءات لإثراء ودعم وتحسين البيداغوجيا، وليس للتنكر أو لمحو فن تربوي عمره سنوات طويلة .
2-يفشل كثير من التلاميذ، بسبب عدم تمكنهم من تحويل المعارف، لأنهم يكتسبون معارف منفصلة عن سياقها، ومقطوعة عن كل ممارسة .
3-من أجل تجذير المعارف في الثقافة والنشاط .
4-لأن المعارف المدرسية لا معنى لها بالنسبة للتلاميذ ما دامت منفصلة عن مصادرها وعن استعمالاتها الاجتماعية. إذا فالمقاربة بالكفاءات تنشئ علاقات بين الثقافة المدرسية والممارسات الاجتماعية.
5-إن المقاربة بالكفاءات تمثل ثورة تعليمية للمعلمين والأساتذة، وهي تتطلب بالفعل :
*وضع وتوضيح عقد تعليمي جديد .
*تَبني تخطيط مرن وذو دلالة .
*العمل باستمرار عن طريق المشكلات.
*اعتبار الموارد كمعارف ينبغي تسخيرها.
*ابتكار أو استعمال وسائل تعليمية مناسبة وهادفة .
*مناقشة وقيادة مشاريع مع التلاميذ .
*ممارسة تقويم تكويني في وضعيات العمل.
ماهي المقاربة بالكفاءات ؟
المقاربة بالكفاءات هي طريقة في إعداد الدروس والبرامج التعليمية . إنها تنص :
- على التحليل الدقيق للوضعيات التي يتواجد فيها المتعلمون أو التي سوف يتواجدون فيها .
- على تحديد الكفاءات المطلوبة لأداء المهام وتحمًل المسؤوليات الناتجة عنها.
- على ترجمة هذه الكفاءات إلى أهداف وأنشطة تعلمية.
1.مزايا المقاربة بالكفاءات
تساعد المقاربة بالكفاءات على تحقيق الأغراض الآتية :
أ- تبني الطرق البيداغوجية النشطة والإبتكار: من المعروف أن أحسن الطرائق البيداغوجية هي تلك التي تجعل المتعلم محور العملية "التعليمية-التعلمية" . والمقاربة بالكفاءات ليست معزولة عن ذلك، إذ أنها تعمل على إقحام التلميذ في أنشطة ذات معنى بالنسبة إليه، منها على سبيل المثال "إنجاز المشاريع وحل المشكلات" . ويتم ذلك إما بشكل فردي أوجماعي .
ب- تحفيز المتعلمين ( المتكونين ) على العمل: يترتب عن تبني الطرق البيداغوجية النشطة، تولد الدافع للعمل لدى المتعلم، فتخف أوتزول كثير من حالات عدم انضباط التلاميذ في القسم. ذلك لأن كل واحد منهم سوف يكلف بمهمة تناسب وتيرة عمله، وتتماشى وميوله واهتمامه .
ج- تنمية المهارات وإكساب الاتجاهات، الميول والسلوكات الجديدة : تعمل المقاربة بالكفاءات على تنمية قدرات المتعلم العقلية (المعرفية) ، العاطفية (الانفعالية) و"النفسية-الحركية"، وقد تتحقق منفردة أو متجمعة.
د- عدم إهمال المحتويات ( المضامين ): إن المقاربة بالكفاءات لا تعني استبعاد المضامين، وإنما سيكون إدراجها في إطار ما ينجزه المتعلم لتنمية كفاءاته، كما هو الحال أثناء إنجاز المشروع مثلا .
هـ اعتبارها معيارا للنجاح المدرسي: تعتبر المقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن الجهود المبذولة من أجل التكوين تؤتي ثمارها وذلك لأخذها الفروق الفردية بعين الإعتبار .
2. مبادئ المقاربة بالكفاءات
تقوم بيداغوجية المقاربة بالكفاءات على جملة من المبادئ نذكر منها :
*مبدأ البناء : أي استرجاع التلميذ لمعلوماته السابقة، قصد ربطها بمكتسباته الجديدة وحفظها في ذاكرته الطويلة .
*مبدأ التطبيق : يعني ممارسة الكفاءة بغرض التحكم فيها. بما أن الكفاءات تُعرف عند البعض على أنها القدرة على التصرف في وضعية ما ، حيث يكون التلميذ نشطا في تعلمه .
*مبدأ التكرار : أي تكليف المتعلم بنفس المهام الادماجية عدة مرات، قصد الوصول به إلى الاكتساب المعمق للكفاءات والمحتويات .
*مبدأ الادماج : يسمح الادماج بممارسة الكفاءة عندما تُقرن بأخرى .كما يتيح للمتعلم التمييز بين مكونات الكفاءة والمحتويات، ليدرك الغرض من تعلمه .
*مبدأ الترابط : يسمح هذا المبدأ لكل من المعلم والمتعلم بالربط بين أنشطة التعليم وأنشطة التعلم وأنشطة التقويم التي ترمي كلها إلى تنمية الكفاءة .
كفاءة
وضعيات
أهداف خاصة
قدرات ومحتويات
محكات ومؤشرات
المخطط1-من الموارد نحو الكفاءة
مكانة المعلم في بيداغوجية الكفاءات
إن المعلم في إطار المقاربة بالكفاءات مطالب بالتخلي في كثير من الأحيان عن الطريقة الاستنتاجية في التدريس . فعليه أن يكون منظما للوضعيات، منشطا للتلاميذ، حاثا إياهم على الملاحظة والتشاوروالتعاون، ومسهلا لهم عملية البحث والتقصي في المصادر المختلفة للمعرفة (كتب، مجلات، جرائد، قواميس، موسوعات، أقراص مضغوطة، أنترنت الخ...). وبقدر مايكون بحاجة إلى الوسائل التعليمية ستكون حاجته أكثر إلى إبتكار وضعيات التعلم التي يواجه فيها المتعلم مشكلات وينجز مشاريع .
-يصبح مدربا، كما يحدث في ميدان رياضي أو في ورشة فنية. يدعم التعلم، ينظم وضعيات معقدة، يخترع مشاكل وتحديات، يقترح ألغازا ومشاريع .
-دوره شديد الأهمية، لكنه لا يحتكر الكلمة ولا يحتل صدارة المسرح .
-ينبغي أن تتطور كفاءته المهنية باعتماد التكوين الذاتي حول :
*بناء الهندسة التعليمية (تصور وخلق وضعيات الوساطة) .
*الملاحظة التكوينية والتعديل الدقيق للأنشطة والتعلمات .
-اشراك المعلم والأستاذ في استراتيجية التغيير من البيداغوجيا المركزة على المعارف إلى البيداغوجيا المركزة على التكوين بواسطة المقاربة بالكفاءات، يعتبر أكثر من ضرورة .
4.التعلم في بيداغوجية الكفاءات
يُبنى تعلم التلاميذ في بيداغوجية الكفاءات على الوضعية المُشْكلة وإعداد المشاريع، التي ينبغي أن تكون على صلة بواقعهم المعيش، وأن يسخروا فيها مكتسباتهم المعرفية والمنهجية. وأن يربطوها بواقعهم وحياتهم في جوانبها الجسمية النفسية، الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية. وتسمح المقاربة بالكفاءات عموما بتحقيق ما يأتي:
أ/ إعطاء معنى للتعلم: تحدد عملية تنمية الكفاءات الإطار المستقبلي لتعلم التلاميذ، والربط بينه وبين وضعيات لها معنى بالنسبة إليهم، وأن يكون لتعلمهم هدف، وبذلك لا تكون المعارف والمعلومات التي يكتسبها التلاميذ نظرية فقط، بل سيستغلونها حاضرا ومستقبلا. فاكتساب القواعد الصحية للجهاز العصبي مثلا وغيرها، يكون من أجل الحفاظ على سلامة الجسم ووقايته .
ب/ جعل التعليم أكثر نجاعة: *تضمن المقاربة بالكفاءات أحسن حفظ للمكتسبات، لاعتمادها أسلوب حل المشكلات وإنماء قدرات المتعلمين كلما واجهوا وضعيات جديدة، صعبة ومتنوعة .
*تسمح المقاربة بالكفاءات بالتركيز على المهم فقط .
*تربط المقاربة بالكفاءات بين مختلف المفاهيم سواء في إطار المادة الدراسية الواحدة أو في إطار مجموعة من المواد.
ج/ بناء التعليم المستقبلي: إن الربط التدريجي بين مختلف مكتسبات التلاميذ وفي وضعيات ذات معنى سوف يمكن من تجاوز الاطار المدرسي ويسمح باستثمار هذه المكتسبات سنة تلو أخرى ومرحلة بعد أخرى لنكون في خدمة كفاءات أكثر تعقيدا .
الوضعية المُشْكِلة في المقاربة بالكفاءات
هي الوضعية التي يكون فيها المتعلم أمام عقبة أو تناقض، يجعله يعيد النظر في معارفه ومعلوماته. إنها مُشْكلة تدعو التلميذ إلى طرح مجموعة من التساؤلات، ويتعين عليه أن يستحضر فيها كل ما اكتسبه من مفاهيم، قواعد، قوانين نظريات، منهجيات وغيرها من الخبرات. وذلك في مختلف المواد .
الوضعية المُشْكلة إذا هي كل نشاط يتضمن معطيات أولية (موارد) وهدفا ختاميا وصعوبات (عراقيل) يجهل حلها وتوجيهها. مثلا: إذا كلفنا التلاميذ في بداية التعلم بكتابة رسالة إلى جهة ما، دون دراية مسبقة بتقنيات التحرير فإنهم يكونون أمام وضعية مشكلة .
هـام : يمكن توظيف الوضعية المشكلة كوسيلة للتعلم وللتقويم .
1.ماهي وضعية التعلم ؟
وضعية التعلم هي مجموعة ظروف تَقترح تحديا معرفيا للمتعلم، يوظف فيها قدراته لمعالجة الإشكال المطروح وهو بذلك يكتسب كفاءات تمكنه من بناء معرفته. وبتعبير آخر فإن الوضعية هي المحيط الذي يتحقق داخله نشاط المتعلم . والوضعية تتكون من كفاءات بمعنى (وضعية مُشْكل) أي مجموعة المعارف التي تندرج داخل سياق معين، يتم الربط بينها لانجاز عمل ما .
مثال : وضعية يطلب فيها إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة مشكل يتعلق بالبيئة .
الوضعيات نوعان :
أ- وضعيات الحياة اليومية ، مثل وضعية فقدان المفاتيح .
ب- وضعيات مدرسية ، ترد داخل مسار تعليمي محكم التخطيط .
2.خصائص الوضعية . وهي ثلاثة :
. إدماجية : تُعبئ وتُجند مختلف مكتسبات المتعلم من معارف، حركات ووجدان .
2. ذات منتوج منتظر: وقد يكون هذا المنتوج واحدا في حالة الوضعية المغلقة، وقد يكون متنوعا في حالة الوضعية المفتوحة .
3. لاتعليمية : بل هي وضعية تعلمية تُعطى فيها حرية العمل للمتعلم .
3.مكونات الوضعية :
أ/ السند : وهي عناصر مادية مقترحة على المتعلم تتكون من :
-السياق (ظروف تكون قريبة من حياة المتعلم واهتماماته).
-معلومات كاملة أو ناقصة (على شكل معطيات) .
-وظيفة تحدد الهدف من المنتوج (حيث تمكن المتعلم من التقدم في انجاز عمل معقد)
ب/ المهمة: وهي التنبؤ بالمنتوج المرتقب.
ج/ التعليمة: وهي مجموعة توصيات العمل.
4.أنواع الوضعيات :
وضعية تعلمية : وهي وضعية ديداكتيكية استكشافية، تهيئ للمتعلم تعلمات جديدة ( معارف، أداءات, مواقف وقيم ) بعضها مكتسب لدى التلميذ والبعض الآخر جديد عليه, تتم في الزمان والمكان بشكل فردي أو جماعي .
وضعية إدماجية : وهي وضعية تخص إدماج مكتسبات المتعلم والتأكد من كفاءته, وتستعمل أيضا في تقويم مدى تحكمه في الكفاءة المستهدفة. وفي هذه الحالة تعالج بشكل فردي .
هــام : يتم بناء وصياغة الوضعية التعلمية ووضعيات الإدماج والتقويم من طرف الأستاذ، بكل ما من شأنه أن يعطي دافعية لعمل المتعلم ونشاطه، بشكل فردي أو في إطار المجموعة .
مفهوم عائلة الوضعيات
يجب أن تنطلق الكفاءة من وضعيات متباعدة أومتقاربة . مثل : وضعيات قيادة السيارة
في المدينة، فيها وضعيات مختلفة لكنها من نفس العائلة ( اختلاف أنواع المسالك-اختلاف الأوقات-اختلاف الظروف-اختلاف كثافة حركة المرورالخ...).
أمثلة لوضعيات إدماجية : 1-أمام اختلال توازن نظام بيئي ما، وفي وضعية جديدة مستقاة من المحيط ، يكون التلميذ قادرا على إقتراح حلول علاجية لها.
2-انطلاقا من وضعية اشكالية جديدة في الحياة اليومية أو ظاهرة جغرافية (كسوف- فياضانات- زلزال) يكون المتعلم قادرا على ربط العلاقة بين المشكلة ومكتسباته القبلية واقتراح مسعى لحلها.
5. منهجية تناول الوضعيات
تعني المقاربة بالكفاءات ربط التعلمات المكتسبة في المدرسة بسياقات استعمالها في وضعيات متنوعة ذات دلالة بالنسبة للمتعلم، مما يعطيها طابع الحيوية والديمومة، إذ تمكن التلميذ من اكتساب كفاءات، وتنمية سيرورات ضرورية لاستيعاب وتوظيف معارفه.كما تمكنه من تجنيد موارد Ressources ينميها قصد مواجهة وضعيات إشكالية في الوسط المدرسي وخارجه .
إن الوحدة التعلمية ذات صفة ادماجية، تتضمن جملة من الوضعيات التعلمية التي ينبغي أن يبنيها المدرس لتكون محل نشاط المتعلم في إطار بناء معارفه. وحتى يتسنى له ذلك بات من الضروري الإلمام بمتطلبات صياغة الوضعية التعلمية.
OTI
هدف نهائي مدمج
CB1 CB2 CB3
كفاءة قاعدية كفاءة قاعدية كفاءة قاعدية
RESS 1 RESS 2 RESS 3 RESS 4 RESS 5 RESS 6 RESS 7
وضعيات وموارد
6.أهمية الوضعية المُشْكلة في العملية "التعليمية-التعلمية"
- تسمح للتلاميذ بالتعلم الحقيقي، لأنهم يوضعون من خلالها في قلب مسار التعلم .
- تسعى إلى تجنيد مكتسبات التلاميذ المعرفية، وبذلك يصبحون فعالين أكثر .
- تنمي لديهم القدرة على التحليل، التمييز، التصنيف، المقارنة، الإستنتاج، اتخاذ القرار وإصدار الأحكام .
- تمثل أحسن وسيلة لإدماج المكتسبات .
الخلاصة:
نستخلص مما سبق، أنه يكون للوضعية معنى في المقاربة بالكفاءات عندما :
- تدفع المتعلم إلى تجنيد كل معارفه ومعلوماته وخبراته .
- تضعه أمام تحديات وتجعله يدرك ذلك .
- يدرك أنه يتقدم أثناء إنجاز عمل معقد .
- تبين له حدود معلوماته ومعارفه، وتكشف له عن أهميتها .
- تسمح له باكتشاف حدود المجالات التطبيقية للمعارف .
- تسمح له باكتشاف دور المواد الدراسية المختلفة في حل المشكلات المعقدة .
تقويم الكفاءة
إن تقويم الأهاف (سابقا) هو تقويم متقطع معزول عن السياق، يتم بواسطة أسئلة لا رابط فيما بينها.
أما تقويم الكفاءة يعني أن نطلب من التلميذ تحقيق إنتاج معقد .ويتـم:
-بوضع التلميذ أمام عائلة من وضعيات إشكالية حقيقية أو شبه حقيقية، والتي تحدد الكفاءة .
-وتتبعه كيف يتصرف أمام هذه الوضعية.
-ثم تحليل ما ينتجه بالنسبة لهذه الوضعية المشكلة.
والحكم على نوعية الأداء أثناء التقويم التكويني، يتم بواسطة معايير التقويم, والتي يمكن أن تضبط وتناقش مع المتعلمين، مما يساعدهم على فهم المتطلبات اللازمة لتحقيق الكفاءة المطلوبة، وينير لهم المسعى التعليمي .
الكفاءة المستهدفة: ... مدمجاتهــا
معارف أو مفاهيم قدرات ومواقف مهارات
المخطط1: الكفاءة المستهدفة ومدمجاتها وفق المنهاج الرسمي
1.تقويم مكتسبات التلاميذ :
من الطبيعي، ألا يكون تقويم مكتسبات التلاميذ تقويما لبعض العناصر المكونة للكفاءة، بل يجب أن يكون تقويما لها بأتم معنى الكلمة، ويعني ذلك تقويم ما إذا كان المتعلم ذا كفاءة أم لا. والتقويم قد يكون كمي أو كيفي. فالكمي حدسي غالبا ما يكون سريعا وأكثر ذاتية، أما الكيفي فهو أكثر موضوعية ودقة، إلا أنه تقويم ثقيل وذو ضغوطات. يعتبر التقويم الكيفي معياريا ويتطلب أكثر أهمية.
للتقويم ثلاثة وظائف :
1.توجيه التعلمات (تشخيصي) : ويعني تقويم الكفاءات المكتسبة في بداية السنة، لتشخيص الصعوبات ومعالجتها لضمان حسن الإنطلاقة في عملية البناء التدريجي.
2.تعديل التعلمات (تكويني) : يتم بشكل مستمر ومخطط خلال السنة الدراسية، ويهدف إلى تحسين التعلمات وتطويرها، كما يهتم بعلاج الصعوبات أثناء المسار "التعليمي-التعلمي" .
3.إشهاد التعلمات (تحصيلي) : ويقصد به تحديد مدى اكتساب التلميذ للكفاءات الدنيا لمواصلة التعليم في السنة الموالية .
الكفاءة المقاسة: .... الجانب المعرفي
- معارف
- مفاهيم
(تحدد بناء على
القدرات والمواقف
-
( تحدد بناء على العمليات الذهنية التي
المهـارات
-
( تحدد بناء على الجانب المهاري
المخطط2: مدى قياس الموضوع للكفاءات التي بني من أجلها
المقارنة بين المخططين 1و2:
*مقارنة البعد المعرفي للكفاءة في المخططين، يسمح بضبط المعارف المطلوب تجنيدها بحيث توافق إلى حد كبير البعد المعرفي الوارد في المنهاج الرسمي والذي يوظف في وضعية جديدة.
* مقارنة القدرات الموظفة في حل الموضوع بالقدرات المدمجة في الكفاءة وفق الأنشطة المقترحة في المنهاج والمنجزة خلال الفعل "التعليمي-التعلمي" ونفس الشيء بالنسبة للمهارات .
هـام: يمكن أن لا يشمل القياس كل مدمجات الكفاءة بل أهمها فقط، وهي التي تعتبر بمثابة مؤشرات لاكتساب وتجنيد الكفاءة أمام وضعية معطاة، تكون جديدة وليست وضعية القسم تماما، حتى يتجنب الموضوع الافراط في استرجاع المعارف.
2. معايير ومؤشرات التقويم:
يتم بناء واختيار وضعيات تقويم الوحدة التعلمية (الكفاءة القاعدية) بحيث تكون شاملة لمختلف مكتسبات المتعلمين على النحو التالي :
*يتم تقويم الكفاءة أصلا باقتراح وضعية إدماجية تنتمي إلى مجموع عائلة الوضعيات التي تحدد الكفاءة .
*ينظر الأستاذ أو التلميذ إلى ما تم انتاجه، من خلال قراءات متعددة ووجهات نظر نسميها المعايير.
تمكن المعايير من الإدلاء برأي حول الخاصية المنجزة أو المطبقة، وتختلف تلك الخصائص باختلاف ما تنتظره من المنتوج أو العمل المنجز. وتصاغ تلك الخاصية إما (بالملاءمة والإنسجام والدقة ) أو (بالإستعمال الجيد والتأويل الصحيح والإنتاج الفردي) .
مؤشر الكفاءة : هو المقطع السلوكي الذي يبرز النتيجة الفورية خلال حصة تعلمية، وبتطوره تتطور الكفاءة المستهدفة . مثال : مواضبة التلميذ على دروسه مؤشر لنجاحه، ولكن أثناء التقويم ينبغي اللجوء إلى أكثر من مؤشر ليكون الحكم صادقا .
وفيما يلي جدول المعايير والمؤشرات :
المعايير مؤشرات التقويم (وصف مفصل للمعايير)
1-الوجاهة
(الملاءمة مع الوضعية) - فهم التعليمات
- وضع خطة للإجابة
2- الصدق
(استعمال سليم لأدوات المادة) - التفاعل مع السند
- الإستعمال السليم للسند المعطى
3-الأمانة
(انسجام الإجابة وفائدة المنتوج) - التسلسل المنطقي
- التحليل
- الإستخلاص
4- الإتقان (الدقة) - الترتيب
- الخط
- النظافة- اللغة ...
5- الإبداع - تقديم نصائح وإرشادات...
ملاحظة: ينبغي مراعاة استقلالية المؤشرات عن بعضها البعض، وإعطاء الأهمية الخاصة للمؤشرات الأساسية في تقويم الأداء بالنسبة للكفاءة .
هام: نحتسب 4/3 العلامة في سلم التنقيط للمعاييرالقاعدية والأساسية ، بينما نخصص 4/1 العلامة للمعايير العليا كالإتقان والإبداع .
التمييز بين المعيار والمؤشر :
المؤشرات هي أجرأة للمعايير،كعلامة مميزة لها، يمكن ملاحظتها، يتم اللجوء إليها لتحديد مدى احترام المعيار في وضعيته العامة. مثال : يكون المتعلم في نهاية السنة 4 من التعليم المتوسط قادرا على تقديم ثلاثة توصيات حول حماية وصحة الهضم ، انطلاقا من وضعية واقعية (حالة مرضية) .
تصنف المعايير من حيث الأهمية إلى مجموعتين :
أ. المعايير الدنيا : الملاءمة والإستعمال الجيد .
ب. المعايير العليا : الإتقان، الدقة، الإنتاج الفردي والثراء اللغوي .
سلم التصحيح والتنقيط :
رقم السؤال المؤشرات المعايير والنقاط المجزأة
م1 م2 م3 م4
1 - ....
-....
-.... 1ن
2ن
1ن
2 -....
-.... 2ن
1ن
المقارنــــــــــــــــــــــــــــــــة
أ- من مفهوم البرنامج إلى مفهوم المنهاج:
إن تطبيق بيداغوجية المقاربة بالكفاءات، يستلزم التخلي عن مفهوم البرنامج، والانتقال إلى مفهوم المنهاج.
إذ البرنامج عبارة عن مجموعة المعلومات والمعارف التي يجب تلقينها للطفل خلال مدة معينة، في حين
أنّ المنهاج يشمل كل العمليات التكوينية التي يساهم فيها التلميذ، تحت إشراف ومسؤولية المدرسة، خلال مدة التعليم، أي كل المؤثرات التي من شأنها إثراء تجربة المتعلم خلال فترة معينة.
لذا، فالمناهج الجديدة، التي اعتمدت المقاربة بالكفاءات، تجيب على التساؤلات الآتية:
- ما الذي يتحصل عليه التلميذ في نهاية كل مرحلة من معارف وسلوكات وقدرات وكفاءات؟
- ما هي الوضعيات التعليمية الأكثر دلالة ونجاعة، لاكتساب التلميذ هذه الكفاءات؟
- ما هي الوسائل والطرائق المساعدة على استغلال هذه الوضعيات؟
- كيف يمكن أن يقوّم مستوى أداء المتعلم، للتأكد من أنه قد تمكّن فعلا من الكفاءات المستهدفة؟
1- مقارتة المقاربة بالأهداف والمقاربة بالكفاءات
المقاربة بالأهداف المقاربة بالكفاءات
- مبني على المحتويات، أي ما هي المضامين اللازمة لمستوى معين، في نشاط معين ومن ثم يكون المحتوى معلن عنها في صيغة اهداف مبني على المحتويات، أي ما هي المضامين اللازمة لمستوى معين، في نشاط معين ومن ثم يكون المحتوى معلن عنها في صيغة كفاءات، أي ما هي الكفاءات المراد تحقيقها لدى التلميذ في مستوى معين،ومن ثم تكون الكفاءة هي المعيار
- المعلم يلقن يأمر وينهى -المعلم يقترح، فهو مرشد وموجه ومساعد لتجاوز العقبات.
- مبني على منطق التعليم والتلقين،أي ما هي كمية المعلومات والمعارف التي يقدمها المعلم. - مبني على منطق التعلم أي ما هي التعلمات التي يكتسبها المتعلم من خلال الإشكاليات التي يطرحها المعلم؟
التلميذ يستقبل المعلومات -التلميذ محور العملية، يمارس يجرب، يفشل، ينجح، فهو يكتسب ويحقق.
-طريقة التعميم، أي كل التلاميذ سواسية وفي قالب واحد على اعتبار درجة النضج لدى التلاميذ واحدة اعتماد مسلك تعلمي واحد الطريقة المعتمدة هي بيداغوجية الفروقات، أي مراعاة الفروق الفردية والاعتماد عليها أثناء عملية التعلم، من منطلق أنّ درجة النضج متباينة لدى المتعلمين تحديد عدة مسالك تعليمية.
-الاعتماد على درجة تذكر المعارف لا مكان لتوظيف المعارف. -ما مدى تطبيقها في المواقف التي يواجهها المتعلم في حياته الدراسية واليومية.
اعتماد التقويم المعياري المرحلي فهو تقويم تحصيلي اعتبار التقويم عنصرا مواكبا لعملية التعلم، فهو تكويني، القصد منه الضبط، والتعديل، ويهتم بدرجة اكتساب الكفاءة توظيفها في مواقف.
تعمل المناهج على تشجيع اندماج المفاهيم والأدوات المعرفية الجديدة؛ بدل اعتماد الأسلوب
التراكمي للمعارف ،
- تحدد أدوارا متكاملة جديدة لكل من المعلم والمتعلم.
- المقصـود بالوضعيــة / مشكــل (Situation Problème) :هي الوضعية التي يستعملها المعلم، لجعل تلاميذه يبحثون، وتتميز بتسيير خاص للقسم، وتقترح لإثارة تعلم معارف جديدة.
أما كيف يستطيع المدرس بناء وضعية مشكل، فإنه يستطيع بناء هذه الوضعية بطرح الأسئلة الآتية على نفسه :
- ما هي معارف التلميذ التي يجب زعزعتها بوضعية/ مشكل؟
- هل بإمكان التلاميذ الشروع في حل المشكل؟
- ما هي مختلف فترات النشاط؟
- ما هو دوره أثناء مختلف فترات النشاط؟
- كيف يسيّر القسم؟ولتوضيح الممارسة التعليمية الجديدة، يمكن للمدرس
أن يقترح في عدة أحيان وضعيات متنوعة لأعمال أفواج، أنشطة جماعية للقسم، لحظات
عمل فردية، بحيث تدفع التلميذ إلى أن يكون فاعلا: يقترح حلولا ويقارنها
مع زملائه، ويدافع عن حلوله ويعدلها إذا لزم الأمر... الخ، ويكون دور المدرس
هو تسيير النقاش داخل القسم وهو المسؤول. على أن يقترح في الوقت المناسب
عناصر المعرفة الواردة في المنهاج.
من جهة أخرى، فإن المشكلات التي يطرحها ليست تطبيقات، بل هي مشكلات للتعلم، وظيفتها
الرئيسية، إثارة الرغبة في البحث عند التلميذ، أو إعطاؤه الفرصة ليتعلم
كيف يبحث، ومن ثمّ فهي تسمح له بأن يستعمل معارف سابقة لفهم العمل
المطلوب منه ليشرع في إجراء للحل، مع جعله يكتشف حدود معارفه.
[/size] [/size][/size][/size]
- يتناول هذا السند واحدا من أهم الموضوعات التي تحتل مكانا بارزا
- في الدراسات التربوية.وتفتح مجالا واسعا إلى تحديد المقارنة بين المقاربة
بالأهداف والمقارنة بالكفاءات.
1- المقاربــــــــــــــــــة بالأهداف:
تعريف الهدف
-1 الهدف لغة:
"هو المشرف من الأرض وإليه يلجأ" ابن منظور 92 /ص 346
والهدف: كل شيء عظيم مرتفع (ابن منظور)
وفي الحديث: عن عبد الله بن جعفر قال:
"كان أحب ما استتر به رسول الله(ص)لحاجته هدف، أو حائش نخل". أي ما ارتفع من بناء وغيره.
والهدف: "الدنو، أهدف القوم أي قربوا" ابن منظور 92/346
-2 الهدف اصطلاحا:
أ- في علم النفس:
اله[size=24]دف: "النتيجة النهائية لأي فعل أوسلسلة من الأفعال، سواء أكان الهدف مقصودا من الكائن الحي
القائم بالفعل أم لا؟". ابراهيم مدكور 1975
ويعتبر ماكدوجل W.Mc Dougalأكثر علماء النفس تأكيدا على الغرض في السلوك الإنساني.
ومن وجهة نظرE.C.Tolmenفإن الهدف يرتبط بالحاجات الفزيولوجية باعتباره مشبعا لها.
ولقد استعمل مصطلح الهدف في علم النفس بشكل واسع حيث استطاع علماء النفس أن يربطوا بشكل هام جدا بين العناصر الثلاثة المفسرة للسلوك وهي:
الحاجة---------- النشاط--------------- الهدف
ب- في التربيـــــة:
إن المتتبع للدراسات التي تناولت الأهداف في ميدان التربية،
وحاولت تحديد معنى الهدف، يلاحظ أنها لا تختلف كثيرا في تعريفها
للهدف عن المعنى العام له لغة، وفي العلوم الأخرى.
ويعرفه فؤاد قلادة بأنه:
"مقصد مصوغ في عبارة تصف تغييرا مقترحا يراد إحداثه في التلميذ".
ويضيف:
"ومن تم كان الهدف عبارة عن توضيح ما سوف يكون عليه سلوك
التلميذ بعد تمام نجاح مروره بالخبرة".
أما ماجدة عباس فترى أن الأهداف في التربية هي:
"وصف ما يستطيع التلميذ أداءه من سلوك مرغوب فيه في نهاية
المنهج، أو المقرر الدراسي أو وحدة التدريس، أو الدرس".
ويتضح مما سبق أن الهدف هو ما نريد تحقيقه من أنماط
سلوكية لدى التلميذ من خلال مروره بمواقف تعليمية تعلمية معينة
مخططة مسبقا.
وهو بهذا المعن ى: حلقة من سلسلة طويلة متكاملة من الحلقات
تغطي جوانب متعددة من جوانب السلوك الانساني في مختلف جوانب
الحياة. وهو ما لا يبتعد عن المعنى المحدد لمفهوم الهدف في عمومه.
ونخلص إلى أن الهدف في التربية هو:
عبارة تصف بدقة ما يمكن أن يحققه التلميذ بعد الانتهاء من الحصة، أو من خبرة تعليمية معينة
تلك الأهداف التي تعنى بما يقوم به العقل من عمليات متباينة
في محتوياتها ومتفاوتة في مستواها وتضم جميع أشكال النشاط الفكري
لدى الانسان وتتمثل العمليات العقلية في المستويات التالية:
- مستوى التذكر والحفظ.
- مستوى الفهم أو الاستيعاب.
- مستوى التحليل.
- مستوى التركيب.
- مستوى التقويم.
ويمثلها بلوم هرميا كما هو مبين في الشكل التالي:
التقويم
التركيــــــــــــب
التحليــــــــــــــــــــــــــــــــــل
التطبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق
الفهــــــــــــــــــــم
التذكيـــــــــــــــــــــــــــر أو الحفـــــــــــــــــــــــــــــــــظ
وتندرج تحت هذا المجال كل الأهداف التربوية التي تعمل على شحذ وتنمية هذه العمليات العقلية، وكما أشرنا سابقا، فهي مبنية على أساس "معيار الصعوبة المندرج ة" سواء أكان في ترتيب الأهداف
أو ترتيب المقولات التي تندرج تحت هذه الأهداف والتي تجسد أنواع
النشاط العقلي الذي تسعى العملية التعليمية إلى تحقيقه في التلميذ.
2- المقاربــــــــــــــــــة بالكفاءات:
مفهوم الكفاءة :
الكفاءة مفهوم عام يشمل القـدرة على استعمال المهارات والمعارف الشخصية في وضعيات جديـدة، داخل إطار حقله المهـني ،كما تحـوي أيضا تنظيـم العمـل وتخطيطـه، وكـذا الابتكار والقـدرة على التكيف مع النشاطات الغير عادية.
تعريف الكفاءة :
حسب لوي دينو )مجموعة من التصرفات الاجتماعية-الوجدانية ، ومن المهارات المعرفية والحس-حركية ، التي تمكن من ممارسة دور ، وظيفة ، نشاط ، مهمة أو عمل معقد على أكمل وجه ) [size=24].لماذا المقاربة بالكفاءات ؟
[size=[size=24]24]لا نتعلـم بالضـرورة لنعـرف ، ولكـن نتعلـم خاصـة لنتصرف-جاءت المقاربة بالكفاءات لإثراء ودعم وتحسين البيداغوجيا، وليس للتنكر أو لمحو فن تربوي عمره سنوات طويلة .
2-يفشل كثير من التلاميذ، بسبب عدم تمكنهم من تحويل المعارف، لأنهم يكتسبون معارف منفصلة عن سياقها، ومقطوعة عن كل ممارسة .
3-من أجل تجذير المعارف في الثقافة والنشاط .
4-لأن المعارف المدرسية لا معنى لها بالنسبة للتلاميذ ما دامت منفصلة عن مصادرها وعن استعمالاتها الاجتماعية. إذا فالمقاربة بالكفاءات تنشئ علاقات بين الثقافة المدرسية والممارسات الاجتماعية.
5-إن المقاربة بالكفاءات تمثل ثورة تعليمية للمعلمين والأساتذة، وهي تتطلب بالفعل :
*وضع وتوضيح عقد تعليمي جديد .
*تَبني تخطيط مرن وذو دلالة .
*العمل باستمرار عن طريق المشكلات.
*اعتبار الموارد كمعارف ينبغي تسخيرها.
*ابتكار أو استعمال وسائل تعليمية مناسبة وهادفة .
*مناقشة وقيادة مشاريع مع التلاميذ .
*ممارسة تقويم تكويني في وضعيات العمل.
ماهي المقاربة بالكفاءات ؟
المقاربة بالكفاءات هي طريقة في إعداد الدروس والبرامج التعليمية . إنها تنص :
- على التحليل الدقيق للوضعيات التي يتواجد فيها المتعلمون أو التي سوف يتواجدون فيها .
- على تحديد الكفاءات المطلوبة لأداء المهام وتحمًل المسؤوليات الناتجة عنها.
- على ترجمة هذه الكفاءات إلى أهداف وأنشطة تعلمية.
1.مزايا المقاربة بالكفاءات
تساعد المقاربة بالكفاءات على تحقيق الأغراض الآتية :
أ- تبني الطرق البيداغوجية النشطة والإبتكار: من المعروف أن أحسن الطرائق البيداغوجية هي تلك التي تجعل المتعلم محور العملية "التعليمية-التعلمية" . والمقاربة بالكفاءات ليست معزولة عن ذلك، إذ أنها تعمل على إقحام التلميذ في أنشطة ذات معنى بالنسبة إليه، منها على سبيل المثال "إنجاز المشاريع وحل المشكلات" . ويتم ذلك إما بشكل فردي أوجماعي .
ب- تحفيز المتعلمين ( المتكونين ) على العمل: يترتب عن تبني الطرق البيداغوجية النشطة، تولد الدافع للعمل لدى المتعلم، فتخف أوتزول كثير من حالات عدم انضباط التلاميذ في القسم. ذلك لأن كل واحد منهم سوف يكلف بمهمة تناسب وتيرة عمله، وتتماشى وميوله واهتمامه .
ج- تنمية المهارات وإكساب الاتجاهات، الميول والسلوكات الجديدة : تعمل المقاربة بالكفاءات على تنمية قدرات المتعلم العقلية (المعرفية) ، العاطفية (الانفعالية) و"النفسية-الحركية"، وقد تتحقق منفردة أو متجمعة.
د- عدم إهمال المحتويات ( المضامين ): إن المقاربة بالكفاءات لا تعني استبعاد المضامين، وإنما سيكون إدراجها في إطار ما ينجزه المتعلم لتنمية كفاءاته، كما هو الحال أثناء إنجاز المشروع مثلا .
هـ اعتبارها معيارا للنجاح المدرسي: تعتبر المقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن الجهود المبذولة من أجل التكوين تؤتي ثمارها وذلك لأخذها الفروق الفردية بعين الإعتبار .
2. مبادئ المقاربة بالكفاءات
تقوم بيداغوجية المقاربة بالكفاءات على جملة من المبادئ نذكر منها :
*مبدأ البناء : أي استرجاع التلميذ لمعلوماته السابقة، قصد ربطها بمكتسباته الجديدة وحفظها في ذاكرته الطويلة .
*مبدأ التطبيق : يعني ممارسة الكفاءة بغرض التحكم فيها. بما أن الكفاءات تُعرف عند البعض على أنها القدرة على التصرف في وضعية ما ، حيث يكون التلميذ نشطا في تعلمه .
*مبدأ التكرار : أي تكليف المتعلم بنفس المهام الادماجية عدة مرات، قصد الوصول به إلى الاكتساب المعمق للكفاءات والمحتويات .
*مبدأ الادماج : يسمح الادماج بممارسة الكفاءة عندما تُقرن بأخرى .كما يتيح للمتعلم التمييز بين مكونات الكفاءة والمحتويات، ليدرك الغرض من تعلمه .
*مبدأ الترابط : يسمح هذا المبدأ لكل من المعلم والمتعلم بالربط بين أنشطة التعليم وأنشطة التعلم وأنشطة التقويم التي ترمي كلها إلى تنمية الكفاءة .
كفاءة
وضعيات
أهداف خاصة
قدرات ومحتويات
محكات ومؤشرات
المخطط1-من الموارد نحو الكفاءة
مكانة المعلم في بيداغوجية الكفاءات
إن المعلم في إطار المقاربة بالكفاءات مطالب بالتخلي في كثير من الأحيان عن الطريقة الاستنتاجية في التدريس . فعليه أن يكون منظما للوضعيات، منشطا للتلاميذ، حاثا إياهم على الملاحظة والتشاوروالتعاون، ومسهلا لهم عملية البحث والتقصي في المصادر المختلفة للمعرفة (كتب، مجلات، جرائد، قواميس، موسوعات، أقراص مضغوطة، أنترنت الخ...). وبقدر مايكون بحاجة إلى الوسائل التعليمية ستكون حاجته أكثر إلى إبتكار وضعيات التعلم التي يواجه فيها المتعلم مشكلات وينجز مشاريع .
-يصبح مدربا، كما يحدث في ميدان رياضي أو في ورشة فنية. يدعم التعلم، ينظم وضعيات معقدة، يخترع مشاكل وتحديات، يقترح ألغازا ومشاريع .
-دوره شديد الأهمية، لكنه لا يحتكر الكلمة ولا يحتل صدارة المسرح .
-ينبغي أن تتطور كفاءته المهنية باعتماد التكوين الذاتي حول :
*بناء الهندسة التعليمية (تصور وخلق وضعيات الوساطة) .
*الملاحظة التكوينية والتعديل الدقيق للأنشطة والتعلمات .
-اشراك المعلم والأستاذ في استراتيجية التغيير من البيداغوجيا المركزة على المعارف إلى البيداغوجيا المركزة على التكوين بواسطة المقاربة بالكفاءات، يعتبر أكثر من ضرورة .
4.التعلم في بيداغوجية الكفاءات
يُبنى تعلم التلاميذ في بيداغوجية الكفاءات على الوضعية المُشْكلة وإعداد المشاريع، التي ينبغي أن تكون على صلة بواقعهم المعيش، وأن يسخروا فيها مكتسباتهم المعرفية والمنهجية. وأن يربطوها بواقعهم وحياتهم في جوانبها الجسمية النفسية، الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية. وتسمح المقاربة بالكفاءات عموما بتحقيق ما يأتي:
أ/ إعطاء معنى للتعلم: تحدد عملية تنمية الكفاءات الإطار المستقبلي لتعلم التلاميذ، والربط بينه وبين وضعيات لها معنى بالنسبة إليهم، وأن يكون لتعلمهم هدف، وبذلك لا تكون المعارف والمعلومات التي يكتسبها التلاميذ نظرية فقط، بل سيستغلونها حاضرا ومستقبلا. فاكتساب القواعد الصحية للجهاز العصبي مثلا وغيرها، يكون من أجل الحفاظ على سلامة الجسم ووقايته .
ب/ جعل التعليم أكثر نجاعة: *تضمن المقاربة بالكفاءات أحسن حفظ للمكتسبات، لاعتمادها أسلوب حل المشكلات وإنماء قدرات المتعلمين كلما واجهوا وضعيات جديدة، صعبة ومتنوعة .
*تسمح المقاربة بالكفاءات بالتركيز على المهم فقط .
*تربط المقاربة بالكفاءات بين مختلف المفاهيم سواء في إطار المادة الدراسية الواحدة أو في إطار مجموعة من المواد.
ج/ بناء التعليم المستقبلي: إن الربط التدريجي بين مختلف مكتسبات التلاميذ وفي وضعيات ذات معنى سوف يمكن من تجاوز الاطار المدرسي ويسمح باستثمار هذه المكتسبات سنة تلو أخرى ومرحلة بعد أخرى لنكون في خدمة كفاءات أكثر تعقيدا .
الوضعية المُشْكِلة في المقاربة بالكفاءات
هي الوضعية التي يكون فيها المتعلم أمام عقبة أو تناقض، يجعله يعيد النظر في معارفه ومعلوماته. إنها مُشْكلة تدعو التلميذ إلى طرح مجموعة من التساؤلات، ويتعين عليه أن يستحضر فيها كل ما اكتسبه من مفاهيم، قواعد، قوانين نظريات، منهجيات وغيرها من الخبرات. وذلك في مختلف المواد .
الوضعية المُشْكلة إذا هي كل نشاط يتضمن معطيات أولية (موارد) وهدفا ختاميا وصعوبات (عراقيل) يجهل حلها وتوجيهها. مثلا: إذا كلفنا التلاميذ في بداية التعلم بكتابة رسالة إلى جهة ما، دون دراية مسبقة بتقنيات التحرير فإنهم يكونون أمام وضعية مشكلة .
هـام : يمكن توظيف الوضعية المشكلة كوسيلة للتعلم وللتقويم .
1.ماهي وضعية التعلم ؟
وضعية التعلم هي مجموعة ظروف تَقترح تحديا معرفيا للمتعلم، يوظف فيها قدراته لمعالجة الإشكال المطروح وهو بذلك يكتسب كفاءات تمكنه من بناء معرفته. وبتعبير آخر فإن الوضعية هي المحيط الذي يتحقق داخله نشاط المتعلم . والوضعية تتكون من كفاءات بمعنى (وضعية مُشْكل) أي مجموعة المعارف التي تندرج داخل سياق معين، يتم الربط بينها لانجاز عمل ما .
مثال : وضعية يطلب فيها إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة مشكل يتعلق بالبيئة .
الوضعيات نوعان :
أ- وضعيات الحياة اليومية ، مثل وضعية فقدان المفاتيح .
ب- وضعيات مدرسية ، ترد داخل مسار تعليمي محكم التخطيط .
2.خصائص الوضعية . وهي ثلاثة :
. إدماجية : تُعبئ وتُجند مختلف مكتسبات المتعلم من معارف، حركات ووجدان .
2. ذات منتوج منتظر: وقد يكون هذا المنتوج واحدا في حالة الوضعية المغلقة، وقد يكون متنوعا في حالة الوضعية المفتوحة .
3. لاتعليمية : بل هي وضعية تعلمية تُعطى فيها حرية العمل للمتعلم .
3.مكونات الوضعية :
أ/ السند : وهي عناصر مادية مقترحة على المتعلم تتكون من :
-السياق (ظروف تكون قريبة من حياة المتعلم واهتماماته).
-معلومات كاملة أو ناقصة (على شكل معطيات) .
-وظيفة تحدد الهدف من المنتوج (حيث تمكن المتعلم من التقدم في انجاز عمل معقد)
ب/ المهمة: وهي التنبؤ بالمنتوج المرتقب.
ج/ التعليمة: وهي مجموعة توصيات العمل.
4.أنواع الوضعيات :
وضعية تعلمية : وهي وضعية ديداكتيكية استكشافية، تهيئ للمتعلم تعلمات جديدة ( معارف، أداءات, مواقف وقيم ) بعضها مكتسب لدى التلميذ والبعض الآخر جديد عليه, تتم في الزمان والمكان بشكل فردي أو جماعي .
وضعية إدماجية : وهي وضعية تخص إدماج مكتسبات المتعلم والتأكد من كفاءته, وتستعمل أيضا في تقويم مدى تحكمه في الكفاءة المستهدفة. وفي هذه الحالة تعالج بشكل فردي .
هــام : يتم بناء وصياغة الوضعية التعلمية ووضعيات الإدماج والتقويم من طرف الأستاذ، بكل ما من شأنه أن يعطي دافعية لعمل المتعلم ونشاطه، بشكل فردي أو في إطار المجموعة .
مفهوم عائلة الوضعيات
يجب أن تنطلق الكفاءة من وضعيات متباعدة أومتقاربة . مثل : وضعيات قيادة السيارة
في المدينة، فيها وضعيات مختلفة لكنها من نفس العائلة ( اختلاف أنواع المسالك-اختلاف الأوقات-اختلاف الظروف-اختلاف كثافة حركة المرورالخ...).
أمثلة لوضعيات إدماجية : 1-أمام اختلال توازن نظام بيئي ما، وفي وضعية جديدة مستقاة من المحيط ، يكون التلميذ قادرا على إقتراح حلول علاجية لها.
2-انطلاقا من وضعية اشكالية جديدة في الحياة اليومية أو ظاهرة جغرافية (كسوف- فياضانات- زلزال) يكون المتعلم قادرا على ربط العلاقة بين المشكلة ومكتسباته القبلية واقتراح مسعى لحلها.
5. منهجية تناول الوضعيات
تعني المقاربة بالكفاءات ربط التعلمات المكتسبة في المدرسة بسياقات استعمالها في وضعيات متنوعة ذات دلالة بالنسبة للمتعلم، مما يعطيها طابع الحيوية والديمومة، إذ تمكن التلميذ من اكتساب كفاءات، وتنمية سيرورات ضرورية لاستيعاب وتوظيف معارفه.كما تمكنه من تجنيد موارد Ressources ينميها قصد مواجهة وضعيات إشكالية في الوسط المدرسي وخارجه .
إن الوحدة التعلمية ذات صفة ادماجية، تتضمن جملة من الوضعيات التعلمية التي ينبغي أن يبنيها المدرس لتكون محل نشاط المتعلم في إطار بناء معارفه. وحتى يتسنى له ذلك بات من الضروري الإلمام بمتطلبات صياغة الوضعية التعلمية.
OTI
هدف نهائي مدمج
CB1 CB2 CB3
كفاءة قاعدية كفاءة قاعدية كفاءة قاعدية
RESS 1 RESS 2 RESS 3 RESS 4 RESS 5 RESS 6 RESS 7
وضعيات وموارد
6.أهمية الوضعية المُشْكلة في العملية "التعليمية-التعلمية"
- تسمح للتلاميذ بالتعلم الحقيقي، لأنهم يوضعون من خلالها في قلب مسار التعلم .
- تسعى إلى تجنيد مكتسبات التلاميذ المعرفية، وبذلك يصبحون فعالين أكثر .
- تنمي لديهم القدرة على التحليل، التمييز، التصنيف، المقارنة، الإستنتاج، اتخاذ القرار وإصدار الأحكام .
- تمثل أحسن وسيلة لإدماج المكتسبات .
الخلاصة:
نستخلص مما سبق، أنه يكون للوضعية معنى في المقاربة بالكفاءات عندما :
- تدفع المتعلم إلى تجنيد كل معارفه ومعلوماته وخبراته .
- تضعه أمام تحديات وتجعله يدرك ذلك .
- يدرك أنه يتقدم أثناء إنجاز عمل معقد .
- تبين له حدود معلوماته ومعارفه، وتكشف له عن أهميتها .
- تسمح له باكتشاف حدود المجالات التطبيقية للمعارف .
- تسمح له باكتشاف دور المواد الدراسية المختلفة في حل المشكلات المعقدة .
تقويم الكفاءة
إن تقويم الأهاف (سابقا) هو تقويم متقطع معزول عن السياق، يتم بواسطة أسئلة لا رابط فيما بينها.
أما تقويم الكفاءة يعني أن نطلب من التلميذ تحقيق إنتاج معقد .ويتـم:
-بوضع التلميذ أمام عائلة من وضعيات إشكالية حقيقية أو شبه حقيقية، والتي تحدد الكفاءة .
-وتتبعه كيف يتصرف أمام هذه الوضعية.
-ثم تحليل ما ينتجه بالنسبة لهذه الوضعية المشكلة.
والحكم على نوعية الأداء أثناء التقويم التكويني، يتم بواسطة معايير التقويم, والتي يمكن أن تضبط وتناقش مع المتعلمين، مما يساعدهم على فهم المتطلبات اللازمة لتحقيق الكفاءة المطلوبة، وينير لهم المسعى التعليمي .
الكفاءة المستهدفة: ... مدمجاتهــا
معارف أو مفاهيم قدرات ومواقف مهارات
المخطط1: الكفاءة المستهدفة ومدمجاتها وفق المنهاج الرسمي
1.تقويم مكتسبات التلاميذ :
من الطبيعي، ألا يكون تقويم مكتسبات التلاميذ تقويما لبعض العناصر المكونة للكفاءة، بل يجب أن يكون تقويما لها بأتم معنى الكلمة، ويعني ذلك تقويم ما إذا كان المتعلم ذا كفاءة أم لا. والتقويم قد يكون كمي أو كيفي. فالكمي حدسي غالبا ما يكون سريعا وأكثر ذاتية، أما الكيفي فهو أكثر موضوعية ودقة، إلا أنه تقويم ثقيل وذو ضغوطات. يعتبر التقويم الكيفي معياريا ويتطلب أكثر أهمية.
للتقويم ثلاثة وظائف :
1.توجيه التعلمات (تشخيصي) : ويعني تقويم الكفاءات المكتسبة في بداية السنة، لتشخيص الصعوبات ومعالجتها لضمان حسن الإنطلاقة في عملية البناء التدريجي.
2.تعديل التعلمات (تكويني) : يتم بشكل مستمر ومخطط خلال السنة الدراسية، ويهدف إلى تحسين التعلمات وتطويرها، كما يهتم بعلاج الصعوبات أثناء المسار "التعليمي-التعلمي" .
3.إشهاد التعلمات (تحصيلي) : ويقصد به تحديد مدى اكتساب التلميذ للكفاءات الدنيا لمواصلة التعليم في السنة الموالية .
الكفاءة المقاسة: .... الجانب المعرفي
- معارف
- مفاهيم
(تحدد بناء على
القدرات والمواقف
-
( تحدد بناء على العمليات الذهنية التي
المهـارات
-
( تحدد بناء على الجانب المهاري
المخطط2: مدى قياس الموضوع للكفاءات التي بني من أجلها
المقارنة بين المخططين 1و2:
*مقارنة البعد المعرفي للكفاءة في المخططين، يسمح بضبط المعارف المطلوب تجنيدها بحيث توافق إلى حد كبير البعد المعرفي الوارد في المنهاج الرسمي والذي يوظف في وضعية جديدة.
* مقارنة القدرات الموظفة في حل الموضوع بالقدرات المدمجة في الكفاءة وفق الأنشطة المقترحة في المنهاج والمنجزة خلال الفعل "التعليمي-التعلمي" ونفس الشيء بالنسبة للمهارات .
هـام: يمكن أن لا يشمل القياس كل مدمجات الكفاءة بل أهمها فقط، وهي التي تعتبر بمثابة مؤشرات لاكتساب وتجنيد الكفاءة أمام وضعية معطاة، تكون جديدة وليست وضعية القسم تماما، حتى يتجنب الموضوع الافراط في استرجاع المعارف.
2. معايير ومؤشرات التقويم:
يتم بناء واختيار وضعيات تقويم الوحدة التعلمية (الكفاءة القاعدية) بحيث تكون شاملة لمختلف مكتسبات المتعلمين على النحو التالي :
*يتم تقويم الكفاءة أصلا باقتراح وضعية إدماجية تنتمي إلى مجموع عائلة الوضعيات التي تحدد الكفاءة .
*ينظر الأستاذ أو التلميذ إلى ما تم انتاجه، من خلال قراءات متعددة ووجهات نظر نسميها المعايير.
تمكن المعايير من الإدلاء برأي حول الخاصية المنجزة أو المطبقة، وتختلف تلك الخصائص باختلاف ما تنتظره من المنتوج أو العمل المنجز. وتصاغ تلك الخاصية إما (بالملاءمة والإنسجام والدقة ) أو (بالإستعمال الجيد والتأويل الصحيح والإنتاج الفردي) .
مؤشر الكفاءة : هو المقطع السلوكي الذي يبرز النتيجة الفورية خلال حصة تعلمية، وبتطوره تتطور الكفاءة المستهدفة . مثال : مواضبة التلميذ على دروسه مؤشر لنجاحه، ولكن أثناء التقويم ينبغي اللجوء إلى أكثر من مؤشر ليكون الحكم صادقا .
وفيما يلي جدول المعايير والمؤشرات :
المعايير مؤشرات التقويم (وصف مفصل للمعايير)
1-الوجاهة
(الملاءمة مع الوضعية) - فهم التعليمات
- وضع خطة للإجابة
2- الصدق
(استعمال سليم لأدوات المادة) - التفاعل مع السند
- الإستعمال السليم للسند المعطى
3-الأمانة
(انسجام الإجابة وفائدة المنتوج) - التسلسل المنطقي
- التحليل
- الإستخلاص
4- الإتقان (الدقة) - الترتيب
- الخط
- النظافة- اللغة ...
5- الإبداع - تقديم نصائح وإرشادات...
ملاحظة: ينبغي مراعاة استقلالية المؤشرات عن بعضها البعض، وإعطاء الأهمية الخاصة للمؤشرات الأساسية في تقويم الأداء بالنسبة للكفاءة .
هام: نحتسب 4/3 العلامة في سلم التنقيط للمعاييرالقاعدية والأساسية ، بينما نخصص 4/1 العلامة للمعايير العليا كالإتقان والإبداع .
التمييز بين المعيار والمؤشر :
المؤشرات هي أجرأة للمعايير،كعلامة مميزة لها، يمكن ملاحظتها، يتم اللجوء إليها لتحديد مدى احترام المعيار في وضعيته العامة. مثال : يكون المتعلم في نهاية السنة 4 من التعليم المتوسط قادرا على تقديم ثلاثة توصيات حول حماية وصحة الهضم ، انطلاقا من وضعية واقعية (حالة مرضية) .
تصنف المعايير من حيث الأهمية إلى مجموعتين :
أ. المعايير الدنيا : الملاءمة والإستعمال الجيد .
ب. المعايير العليا : الإتقان، الدقة، الإنتاج الفردي والثراء اللغوي .
سلم التصحيح والتنقيط :
رقم السؤال المؤشرات المعايير والنقاط المجزأة
م1 م2 م3 م4
1 - ....
-....
-.... 1ن
2ن
1ن
2 -....
-.... 2ن
1ن
المقارنــــــــــــــــــــــــــــــــة
أ- من مفهوم البرنامج إلى مفهوم المنهاج:
إن تطبيق بيداغوجية المقاربة بالكفاءات، يستلزم التخلي عن مفهوم البرنامج، والانتقال إلى مفهوم المنهاج.
إذ البرنامج عبارة عن مجموعة المعلومات والمعارف التي يجب تلقينها للطفل خلال مدة معينة، في حين
أنّ المنهاج يشمل كل العمليات التكوينية التي يساهم فيها التلميذ، تحت إشراف ومسؤولية المدرسة، خلال مدة التعليم، أي كل المؤثرات التي من شأنها إثراء تجربة المتعلم خلال فترة معينة.
لذا، فالمناهج الجديدة، التي اعتمدت المقاربة بالكفاءات، تجيب على التساؤلات الآتية:
- ما الذي يتحصل عليه التلميذ في نهاية كل مرحلة من معارف وسلوكات وقدرات وكفاءات؟
- ما هي الوضعيات التعليمية الأكثر دلالة ونجاعة، لاكتساب التلميذ هذه الكفاءات؟
- ما هي الوسائل والطرائق المساعدة على استغلال هذه الوضعيات؟
- كيف يمكن أن يقوّم مستوى أداء المتعلم، للتأكد من أنه قد تمكّن فعلا من الكفاءات المستهدفة؟
1- مقارتة المقاربة بالأهداف والمقاربة بالكفاءات
المقاربة بالأهداف المقاربة بالكفاءات
- مبني على المحتويات، أي ما هي المضامين اللازمة لمستوى معين، في نشاط معين ومن ثم يكون المحتوى معلن عنها في صيغة اهداف مبني على المحتويات، أي ما هي المضامين اللازمة لمستوى معين، في نشاط معين ومن ثم يكون المحتوى معلن عنها في صيغة كفاءات، أي ما هي الكفاءات المراد تحقيقها لدى التلميذ في مستوى معين،ومن ثم تكون الكفاءة هي المعيار
- المعلم يلقن يأمر وينهى -المعلم يقترح، فهو مرشد وموجه ومساعد لتجاوز العقبات.
- مبني على منطق التعليم والتلقين،أي ما هي كمية المعلومات والمعارف التي يقدمها المعلم. - مبني على منطق التعلم أي ما هي التعلمات التي يكتسبها المتعلم من خلال الإشكاليات التي يطرحها المعلم؟
التلميذ يستقبل المعلومات -التلميذ محور العملية، يمارس يجرب، يفشل، ينجح، فهو يكتسب ويحقق.
-طريقة التعميم، أي كل التلاميذ سواسية وفي قالب واحد على اعتبار درجة النضج لدى التلاميذ واحدة اعتماد مسلك تعلمي واحد الطريقة المعتمدة هي بيداغوجية الفروقات، أي مراعاة الفروق الفردية والاعتماد عليها أثناء عملية التعلم، من منطلق أنّ درجة النضج متباينة لدى المتعلمين تحديد عدة مسالك تعليمية.
-الاعتماد على درجة تذكر المعارف لا مكان لتوظيف المعارف. -ما مدى تطبيقها في المواقف التي يواجهها المتعلم في حياته الدراسية واليومية.
اعتماد التقويم المعياري المرحلي فهو تقويم تحصيلي اعتبار التقويم عنصرا مواكبا لعملية التعلم، فهو تكويني، القصد منه الضبط، والتعديل، ويهتم بدرجة اكتساب الكفاءة توظيفها في مواقف.
تعمل المناهج على تشجيع اندماج المفاهيم والأدوات المعرفية الجديدة؛ بدل اعتماد الأسلوب
التراكمي للمعارف ،
- تحدد أدوارا متكاملة جديدة لكل من المعلم والمتعلم.
- المقصـود بالوضعيــة / مشكــل (Situation Problème) :هي الوضعية التي يستعملها المعلم، لجعل تلاميذه يبحثون، وتتميز بتسيير خاص للقسم، وتقترح لإثارة تعلم معارف جديدة.
أما كيف يستطيع المدرس بناء وضعية مشكل، فإنه يستطيع بناء هذه الوضعية بطرح الأسئلة الآتية على نفسه :
- ما هي معارف التلميذ التي يجب زعزعتها بوضعية/ مشكل؟
- هل بإمكان التلاميذ الشروع في حل المشكل؟
- ما هي مختلف فترات النشاط؟
- ما هو دوره أثناء مختلف فترات النشاط؟
- كيف يسيّر القسم؟ولتوضيح الممارسة التعليمية الجديدة، يمكن للمدرس
أن يقترح في عدة أحيان وضعيات متنوعة لأعمال أفواج، أنشطة جماعية للقسم، لحظات
عمل فردية، بحيث تدفع التلميذ إلى أن يكون فاعلا: يقترح حلولا ويقارنها
مع زملائه، ويدافع عن حلوله ويعدلها إذا لزم الأمر... الخ، ويكون دور المدرس
هو تسيير النقاش داخل القسم وهو المسؤول. على أن يقترح في الوقت المناسب
عناصر المعرفة الواردة في المنهاج.
من جهة أخرى، فإن المشكلات التي يطرحها ليست تطبيقات، بل هي مشكلات للتعلم، وظيفتها
الرئيسية، إثارة الرغبة في البحث عند التلميذ، أو إعطاؤه الفرصة ليتعلم
كيف يبحث، ومن ثمّ فهي تسمح له بأن يستعمل معارف سابقة لفهم العمل
المطلوب منه ليشرع في إجراء للحل، مع جعله يكتشف حدود معارفه.
[/size] [/size][/size][/size]
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:40 pm من طرف Admin
» التوكل والاعتماد على الله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:38 pm من طرف Admin
» اليـــــــــــقين بالله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:36 pm من طرف Admin
» حيـــــــاة الســــــــلف بين القــــــــــــول والعـــــــــــمل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:34 pm من طرف Admin
» جاء رجل الى وهب بن منبه فقال :علمني شيئا الله به قال .....
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:31 pm من طرف Admin
» قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوكل نصف الدين
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:29 pm من طرف Admin
» في اليقــــــــــــين والتوكل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:26 pm من طرف Admin
» ماصبر عليه يوسف عليه السلام من مراودة امراة العزيز امر صعب جدا لقوة الداعي ؟ فما قوة الداعي فيه ؟
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:24 pm من طرف Admin
» الداخل في الشيء لايرى عيوبه
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:19 pm من طرف Admin