إن الأسرة كمؤسسة إجتماعية تقوم أساسا على دعائم فطرية ، و هي خاصة من خواص الإنسان الفطرية مثلها مثل سائر )1 )المؤسسات الإجتماعية الأخرى، لكنها أكثر ثباتا و إستمرار وإنتشارا ، و هي أول إجتماع تدعو إليه الطبيعة ، وهي أول خلية )2 )يتكون منها البنيان الإجتماعي، كما أا تعتبر النواة الأولى لكل التنظيمات الإجتماعية . يقول االله سبحانه و تعالى : " يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا )3 )كثيرا و نساءا " ، و قال أيضا : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة، إن )4 )في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " )5 ، )و قال تعالى أيضا: " و جعل لكم من أزواجكم بنين و حفدة " ، و قال تعالى : "نساؤكم )6 )حرث لكم فأتوا حرثكم أن شئتم " . من خلال هاته الآيات الكريمة يظهر أن االله قدس الزواج و جعله رابطة مقدسة سامية ، حيث تعمل هذه الرابطة على تنظيم الجماعات الإنسانية و تنظيم الغريزة الجنسية بين الجنسين ، والزواج يعني على السواء زواج أو نكاح و كلمة نكاح من مصدر قرآني )7 )يوحي إلى محاسن النشاط الجنسي لكن في إطار إتصال شرعي بين الرجل و المرأة ، لأن هناك حاجات فطرية في الإنسان لا يمكنه أن يلبيها إلا من خلال تكوين الأسرة . و الزواج يعد علاقة إجتماعية جوهرية ، و هو من الناحية التاريخية يعد أول عقدة في شبكة العلاقات التي تتيح تمع معين أن )8 )يؤدي نشاطه المشترك ، و هذا النشاط يتم داخل أسرة تقوم على أساس الزواج الذي يعتبر الهدف الأساسي الذي يسعى إليه معظم أفراد اتمع من أجل تحقيقه ، " ويعد الزواج في نظر الإسلام عقدا ، و لكنه عقد أطلق عليه الميثاق لأهميته وما يترتب عليه ) 9 )من علاقات هي أساس تكوين أسرة و إنجاب أبناء و تربيتهم ...إلخ " ، فلتكوين أسرة و إنجاب أطفال يتمتعون بكامل الحقوق الشرعية في مجتمعهم ، يجب أن تكون هذه الأسرة مبنيية على علاقات رسمية و قانونية ، و هذه العلاقات لا تتم إلا عن
طريق الزواج الرسمي و القانوني ، و هذا للمحافظة على اتمع و صيانته من الفساد أما إذا غابت هذه العلاقات و غاب الإتصال و الحوار داخل الأسرة و غابت التنشئة الأسرية الصحيحة يؤدي بالأطفال بالدرجة الأولى إلى التعرض إلى الإنحراف ، و سوف نتطرق إلى أهم التعاريف الخاصة بالتنشئة الأسرية . أولا : تعريف التنشئة الأسرية : لقد تحدثنا في المبحث الأول عن التنشئة الإجتماعية بصفة عامة و علاقتها بالفرد داخل الأسرة ، أما في هذا المبحث فسوف نتطرق إلى التنشئة الأسرية والتي م موضوع بحثنا بصورة دقيقة ، و هناك مجموعة من التعاريف الخاصة بالتنشئة الإجتماعية الأسرية من بينها : تعرف التنشئة الأسرية على أ " ا العمليات التي يتعلم عن طريقها الطفل و البالغ أساليب اتمع أو الثقافة التي تعنيه على أن )10 )ينمو ليتمكن من المشاركة في الحياة الإجتماعية في مجتمع يعنيه و التي تكون داخل الأسرة " . فالأسرة بما تحويه من أفراد و علاقات و إتصالات هي المسؤولة عن عملية التنشئة الأسرية وعن القيم و المبادئ التي يلقنها الأولياء لأبنائهم من أجل تزويده بقيم و إتجاهات يكتسبها من أسرته و تساعده في بناء و تكوين شخصيته و بالتالي إحتكاكه بمجتمعه و بالعالم الخارجي . )11 )كما أن التنشئة الأسرية هي "عملية تمرير لرسالة تربوية للأفراد محل التشكيل الإجتماعي" ، أي تعلم الأفراد اللغة و التي تعتبر أداة إتصال بين الأفراد داخل اتمع و التي تساعده على التفاهم و الإتصال مع أفراد محيطه و تلبية حاجياته النفسية و عملية الضبط الإجتماعي ، كما تعلمه مختلف القيم الدينية و الخلقية و الثقافية تمعه و التي تساعده في لسلوكه ، و كل هذا يتم في إطار الأسرة التي تعتبر الخلية الأولى للطفل أين يتلقى فيها التنشئة الإجتماعية الصحيحة و السليمة من أجل بناء شخصية متكاملة ومتوازنة . " إن شخصية الطفل تشكلها إتصالاته بالأسرة، و إن توافق الطفل أو عدم توافقه يتوقف بدرجة كبيرة على التنشئة الإجتماعية التي يتلقاها من أسرته دف نمو شخصيته نموا متناسقا و سليما ، فالإنسان لا يولد شخصا و لكن يولد فردا ثم يبدأ في إكتساب )12 )شخصيته تدريجيا في الوسط الإجتماعي الذي يولد فيه، والأسرة هي أولى حلقات هذا الوسط الإجتماعي الواسع " ، فهي التي تتحوله من كائن بيولوجي إلى كائن إجتماعي و تزوده بثقافة و تراث مجتمعه وتربطه بمجتمعه وتعلمه قدرات و مهارات تؤهله للقيام بأعمال يعيش منها مستقبلا ، فهي تمثل مؤسسة إجتماعية تضم مختلف الوظائف الأسرية و التربوية و الثقافية و الدينية والسياسية ...إلخ ، و لكن مع تطور اتمع الإنساني و التغير الإجتماعي الذي صاحبه فقدت الأسرة معظم هذه الوظائف و لم يبق للأسرة غير وظيفة إنجاب الأطفال و مع خروج المرأة للعمل خارج البيت أصبحت الأسرة تستعين بمؤسسات إجتماعية تساعدها في تربية أطفالها (كدور الحضانة و رياض الأطفال) لأن الوالدين لم يعد لديهما الوقت الكافي لرعاية أطفالهم بإعتبارهم المسؤولين الأوليين عن تنشئة الطفل و هذا ما أدى إلى تنشئة إجتماعية ناقصة لدى الطفل وعلى إكتسابه قيم و عادات هشة سريعة الذوبان خاصة بعد دخوله المؤسسات الإجتماعية التي تلي الأسرة كالمدرسة و جماعة الرفاق ، و بالتالي يندمج مع رفقاء السوء ويجالسهم و يقومون بسلوكات إنحرافية مخالفة للمجتمع و هذا ما قد يؤثر على سلوكه وبالتالي إنحرافه . ولا شك أن عملية التنشئة الإجتماعية الأسرية مسألة هامة جدا و ملحة في جميع مراحل نمو الإنسان،إلا اا تكون أكثر إلحاحا و أهمية في مرحلة الطفولة (الطفولة الأولى، المهد، الطفولة الوسطى ، التلقي العملي ، الطفولة المتأخرة المراهقة )، و هي تشمل الجوانب التالية
التدريب على السلوك المناسب لإشباع الحاجات الأولية ، إكساب اللغة ، ترسيخ العادات و التقاليد و الأعراف ، غرس العقيدة و القيم و الأخلاق ، تكوين الإتجاهات و الميول و الولاء ، الضبط الإجتماعي ( تحديد العلاقات و الحقوق و الواجبات ) ، تحديد المراكز و الأدوار . أولا : التدريب على السسلوك المناسب لإشباع الحاجات الأولية حيث تقوم الأسرة بتعليم وتدريب الطفل على كيفية و زمن و مكان إشباع حاجاته المختلفة ، فمن الناحية الجسدية تلققن الأسرة الطفل على كيفية الشرب و الأكل و أوقات الأكل والشرب ، و يتعرف على المباح والممنوع تناوله بإعتباره ينتمي إلى العقيدة الإسلامية ، و تعلمه اين يقضي حاجاته عند الضرورة ، و تعلمه نوع اللباس الذي يرتديه و الشيء الذي يلائمه طبعا حسب سنه ، أما من الناحية النفسية فتدربه على الحنان و التعاطف و تبادل الحب والكره فيتدرب على كيف و ماذا يحب أو يكره و تعلمه مبادئ التسامح و أن لديه حقوق وواجبات يجب أن يراعيها، كما تعلمه أن للغير نفس الحقوق و الو اجبات و لا ينبغي تجاوزها أو الإعتداء عليها لأا ليست ملكه، أما من الناحية الروحية فتعلمه مختلف مبادئ الدين الإسلامي الحنيف من عبادة و صلاة و صوم و زكاة و حج ... .إلخ أما من الناحية العقلية يتدرب على طرق التفكير الصحيح و أن يستعمل عقله في التفكير من أجل الإستمرار الصحيح في الحياة ، و أن االله عز و جل وهبنا العقل و فضلنا عن الحيوان لكي نفكر به و نعمل الصواب و نقوم بما هو جائز و نبتعد عن ما هو .محرم ثانيا : إكساب اللغة أي تلقينه لغة قومه منذ الصغر و ترسيخ عادات و تقاليد أجداده وتغرس العقيدة و القيم في نفسه و تعلمه الأخلاق الحميدة و تعمل على التفريق بينهما و بين الأخلاق السيئة كما تعمل على توجيهه فكريا و سلوكيا تحرص على عملية الضبط الإجتماعي حيث تقوم بتحديد كل من العلاقات والحقوق والواجبات . ثانيا : أنماط التنشئة الأسرية : إزاء تأثير المتغيرات التي يتصف ا المنشئ و المتغيرات التي يحملها المنشأ فإن التنشئة لا تكون واحدة في الخلية الأسرية بل ترتفع و بط في مرواز التنشئة و قد إستطاع بومريند 1973 أن يحدد ثلاثة أنماط من التنشئة الأسرية المتبلورة من هذه المتغيرات )41 )التي تؤثر على نوع التنشئة و هي : : Authoritative style السلطوي النمط 1- الذي يعكس عدم تردد الآباء بإستخدام الحزم إذا دعت الحاجة ، لكنهم يحافظون على إستقلالية أبنائهم الفردية ، فهم وإن كانوا )15 )يؤمنون بضوابط حازمة لسلوك أبنائهم إلا أم منطقيون وعقلانيون و مرنون وميالون لمراعاة حاجات الأبناء في هذا النمط يحاول الآباء توجيه أبنائهم من خلال المعاملة الحسنة لهم ومساعدم في القيام بشؤون المنزل و حرصهم على تعليم أبنائهم القيم و المعايير و ضرورة المحافظة على النظام و الإنضباط داخل و خارج الأسرة ، كما يعملون على مراعاة شعور أبنائهم ، و الإستماع لطلبام و تلبية حاجيام، كما يقومون بإستعمال القوة إذا لزم الأمر لذلك أي إذا خرج الأبناء عن طاعتهم ، إذن هذا النمط يتم على أساس الأخذ و العطاء بين الآباء والأبناء و إحترام كل شخص رأي الآخر أي يقوم أساسا على الإحترام و المودة ، و هذا ما يساعد الأبناء على عدم الإنحراف . -2 النمط التسلطي Authoritarian : الذي ينطوي على ممارسة الآباء الذين يستخدمون هذا النمط من التنشئة معايير جامدة و هم لا يؤمنون بالآخذ و العطاء مع الأبناء ، و يحرصون على فرض الطاعة على الأبناء دونما مراعاة لفرديتهم ، و ينصب جل إهتمامهم على التحكم بالأبناء فهم
لا يشجعون إستقلاليتهم ، كما يقومون بإستخدام أساليب كالعقاب البدني أو السب أو الشتم أو التهديد أو الحرمان ...إلخ من أنواع العقاب ، في هذه المرحلة يتم الوالدين فرض رأيهما على الطفل و منعه من القيام بسلوك معين حسب رغبته فسلوكاته كلها مقادة من طرف و الديه و هي أوامر يجب أن تطاع وتنفذ ، فالقسوة و العقاب حسبهما هي أساسية في عملية التنشئة الأسرية ، وهذا ما يؤثر سلبا على سلوك الطفل فيسلك الطفل في هذه الحالة لسلوكا سيئا . : Permissive Style المتساهل النمط 3- قليلة هي القيود التي يفرضها الآباء الذين يستخدمون هذا النمط فهم متسامحون بدر جة مفرطة و نادرا ما يعاقبون أبنائهم و هم يتقبلون ما يفعله أبناؤهم ويظهرون و كأم غير دافئين و غير مهتمين م ، و لكنهم في بعض الحالات يفقدون القدرة على )17 )التحمل فيستخدمون القوة لضبط أطفالهم . في هذه المرحلة تكون هناك أسلوب الحماية الزائدة و التدليل في التربية للأبناء فالأبوان يقومون بكل شيء بإختيار الأكل و إختيار الملابس و إختيار حتى الأصدقاء لأبنائهم حيث لا يتركون للأبناء الفرصة في التصرف بأنفسهم والإعتماد على أنفسهم ، فالحماية و الخوف الشديد عن الأبناء و التصرف في كل سلوكيام قد يجعلهم في ضيق و خنق كبير و بالتالي يقومون بسلوكات إنحرافية كالتدخين و شرب الخمر اللذان يحسبان بأما نوع من الرجولة ويتخلصون من قيود الوالدين . ثالثا : أثر العلاقات الأسرية على التنشئة الإجتماعية : إن للعلاقات الأسرية و الحياة الإجتماعية و التفاعل الإجتماعي مع الطفل داخل الأسرة يلعب دور كبير في عملية التنشئة الإجتماعية للطفل و هذا ما سوف نبرزه من خلال العلاقات الإجتماعية و التفاعل داخل الأسرة . ) أ العلاقة بين الوالدين : - يجب أن تكون الأسرة المحيط الإجتماعي الأول الذي يتعامل معه الطفل وينمي قدراته الفكرية و النفسية ، و يتعلم فيه الخبرات الإجتماعية ، و كيفية بناء العلاقات الإجتماعية مع الآخرين عن طريق اللعب و مشاركة رفاقه و أعضاء أسرته في لهوهم وفرحهم ، بمعنى وحدة المصدر في بداية حياة الطفل ، لحساسية هذه المرحلة في حياته . - يجب أن تكون الأسرة المحيط الذي يتعلم فيه الطفل كيف لا يكون أنانيا و محبا لذاته غير عابئ بالآخرين ، و هذا الأمر يتحقق عن طريق مقاسمة إخوته للحب والعطف الأبوي والأموي و عدم الإنفراد به و القبول به ، و قبول رأيه في بعض الأحيان ورفضه في أحيان أخرى ، و إجابة طلباته مرة ، و عدم فعل ذلك مرة أخرى . - يجب أن يكون محيط الأسرة المحيط الذي يلقن الطفل المبادئ الأولية في التعامل مع اتمع ، و يلقنه القيم الإجتماعية التي يتعامل ا الناس ، و يعطوا الأهمية و الأسبقية وهذا يكون عن طريق ما تتيحه الأسرة من فرص للحديث عن الحياة و حقوق )81 )الآخرين و إستقبال الضيوف و طر يقة معاملتهم . فكلما كانت العلاقة بين الوالدين منسجمة و مترابطة أدى هذا إلى جو إجتماعي يساعد على نمو الطفل نموا متكاملا يخلق لديه شخصية قوية و منسجمة، أما الخلافات بين الزوجين و الجو المضطرب داخل ا لأسرة يؤدي إلى إضطراب في نمو الطفل مما يخلق لديه نوع من الإضطراب النفسي و بالتالي إختلال في شخصيته و التي تؤثر سلبا على نفسيته ، و تؤدي به إلى سلوكات غير سوية وبالتالي إنحرافه . ب) العلاقة بين الوالدين و الطفل :
إن العلاقات المشبعة بالحب و الحنان و الدفئ العائلي و الثقة المتبادلة بين أفراد الأسرة تساعد الطفل على أن ينمو بشكل عادي و يحب غيره و يتقبل الآخرين ويثق فيهم و يجب " أن يشعر الطفل في الأسرة أنه مقبول إجتماعيا و محبوب من قبل والديه ومرغوب فيه حتى يتهيأ نفسيا لقبول ما يلاحظه داخل الأسرة ، و يملك جميع قدراته العقلية و النفسية ليعي ما يطرح عليه من نماذج سلوكية و آداب وتوجيهات إجتماعية وفي هذه الحالة نؤكد على عامل الثقة الذي يجعل الطفل يأخذ عن والديه ولا يأتي هذا )19 )العامل إلا من خلال الجوالإجتماعي الدافئ في الأسرة " أما العلاقات السيئة داخل الأسرة خصوصا بين الوالدين و طريقة تعاملهما مع أطفالهم مثل طر يقة إهمالهم لأبنائهم و عدم مراعاة مصالحهم و مطالبهم أو الحماية الزائدة لهم أوعملية تفضيل طفل عن طفل آخر ، كل هذا يخلق نوع من السلوك الإنحرافي في نفوس الأطفال وبالتالي إنحرافهم، " فيتم تأثير الأسرة في تشكيل السلوك الإجتماعي للطفل من خلال ما يمكن أن نسميه بعملية التنشئة الإجتماعية فعن طريق هذه العملية يكتسب الطفل السلوك و العادات والعقائد و المعايير والدوافع الإجتماعية التي تقيمها )20 )أسرته وألفته الثقافية التي تنتمي إليها الأسرة " فالتنشئة الإجتماعية هي إمتداد لتربية الأسرة في البيت حتى سميت بالتنشئة الإجتماعية الأسرية ، و هي أولى مهام التنشئة الإجتماعية ، و قد تبين أن هناك علاقة بين أسلوب التنشئة الإجتماعية و ما تبناه الأبناء من قيم ، فالأسرة كمؤسسةإجتماعية لا توجد في فراغ و إنما يحكمها إطار الثقافة الفرعية التي ينتمي إليها ...إذن فالأسرة تلعب دورا أساسيا في إكساب الفرد قيم معينة ، ثم تقوم الجماعات الثانوية المختلفة التي ينتمي إليها الفرد في مسار حياته الإجتماعية بدور مكمل بحيث تتحدد للفرد قيم معينة يسير في إطارها ، فالفرد يتنازل عن بعض القيم التي إكتسبها في محيط الأسرة ليأخذ بغيرها مما تأثر في إطار مختلف ، و إن كان يماثل في معظمه التنشئة الأسرية أو البيئة الإجتماعية ، فهو إمتداد لهما ، قال الإمام الشيرازي : " إن المحيط الإجتماعي يؤثر في )21 )الإنسان تأثيرا كبيرا ، و كلما كان اتمع أكبر كان تأثيره في الإنسان أكثر " . رابعا : أساليب التنشئة الإجتماعية داخل الأسرة وهي عبارة عن أساليب نفسية وإجتماعية مقصودة وغير مقصودة واضحة أوضمنية تتخذها الأسرة لإكساب الطفل سلوكا أو تعديل سلوك موجود لديه، ومن أهم هذه الأساليب ما يلي : ) أ الإستجابة لأفعال الطفل : " إن مجرد إستجابة الوالدين أو الإخوة لأفعال الطفل يؤدي إلى تأثير على هذه الأفعال لديهم وعلى المشاعر المتصلة ا ، و حتى هذا لصغار الأطفال ، فالطفل الذي يصدر صوتا ما ويستجيب له عضو من أفراد الأسرة ( مجرد إستجابة ) فإن الطفل يميل إلى تكراره وكأنه يعلن لنا أن نكرر معه الإستجابة لما يفعل ، و هذا ما يحدث حتى مع الأطفال الأكبر سنا، وبطبيعة الحال يبدو أن )22 )إستجابتنا هنا للطفل إستجابة إثابة أو مكافأة " ويجب على الأباء أن تكون لهم نية الإصغاء والفهم لأبنائهم و أن يكونوا هادئين وبعيدين عن الغضب ، و محادثة أبنائهم ومساعدم في فهم الواقع الإجتماعي . ب) الثواب و العقاب للطفل : إلا أن الإستجابة للطفل كما يمكن أن تكون نوعا من المكافأة ، قد تكون نوعا من المعارضة أوالتثبيط أو العقاب ، و هذا شيء شائع بلا إستثناء في جميع الأسر . إن الوالدين أثناء تعاملهما مع الطفل يستعملان الثواب أو المكافأة و التأييد عندما يصدر من الطفل سلوك يرغبانه أو يحبذانه أو )23 )عندما يظهر من المشاعر ما يتناسب مع الموقف و كذلك يوقع الوالدان العقاب في عكس ذلك " ، و يعتقد كثير من الأباء
أن العقاب وسيلة تمنع الطفل من الوقوع في الأخطاء و تحسن من سلوكه و تبعده عن الأعمال السيئة و لكن هذا خطأ، فالعقاب قد يزيد من إضرار الطفل عن إرتكاب السيئات . ) ج إشراك الطفل في بعض المواقف الإجتماعية : ربما دعا الوالدان أو أحدهما الطفل بقصد الذهاب معهما في موقف عزاء أوموقف عرس بقصد إكساب الطفل السلوكيات المناسبة في مثل هذه المواقف وربما جاءت الدعوة لهذه المواقف و غيرها عن غير قصد ... وهنا يتعلم الطفل ليس فقط كيفية السلوك المناسب بل والمشاعر المناسبة في مثل هذه المواقف وهنا يكون التعليم بالتقليد و ربما بالتقمص . ) د التوجيه الصريح لسلوك الطفل : قد يلجأ الوالدان إلى توجيه سلوك الطفل مباشرة و صريحة ، فتعلمه ما يجب و ما لا يجب أو تدربه على السلوك المناسب و ربما هيأت له من المواقف الحية لدعم خبراته وسلوكياته و إذا كانت الأساليب السابقة يغلب عليها إمكانية الحدوث للأطفال، فإن تغيرا جوهريا يحدث عندما يبدأ مفهوم الذات Concept Self في البزوغ أي عندما ينظر الطفل إلى سلوكه بإعتباره موضوعا فيصبح هذا السلوك خاضعا منه للتأمل والحكم و التقدير بلوالتقويم ، وعندما يضع في إعتباره إتجاه المهمين في حياته مثل الوالدين وعندما يدرك إمكاناتة ومكانة الآخرين واجبة عليه ، في ذلك الوقت تزداد الفعالية والإيجابية للطفل وتتدفق قدرته على العطاء دون الإكتفاء بالأخذ ، و يتحرك مع كل ذلك قوى التنشئة الإجتماعية لتصبح داخلية بعد أن كانت كلها خارجية ، )24 )وبالتالي تتسع الخطى في طريق التطبيع الإجتماعي . وإذا كانت هناك أساليب للمعاملة الوالدية تمارس مع الأبناء ، فقد حاولت الدراسات إستكشافها، فإن التباين شبه الظاهر يوحي بوجود أنماط و أساليب لا تمارس على وتيرة واحدة خلال مراحل نمو الأطفال ، و لايمكن القول بإستقلاليتها و غالبا تختلف مستوياا بإختلاف المستويات الإقتصادية و الثقافية و الإجتماعية للأسر ، فإذا إرتضينا التقبل أو دفء المعاملة أسلوبا في ضوء ما سبق ، تنتظر تأثير هذا الأسلوب على إنتماء الطفل للجماعات و الإندماج مع الآخرين و من ثم إستدخاله للقيم و المعايير ، كما أن جحود الوالدين أوأحدهما مع الطفل يفقده لجزء من الأمن و يتعلم الأنانية بالإضافة إلى إفتقاد جزء من القدرة على التوافق العام ،و يكتسب أسلوب دفء المعاملة أهميته و الرفض أو الجحود من قبل الوالدين خطورته كما يشير Hetherington و Park في أن الطفل يحاول تجنب التفاعل مع والديه الجحود ين كلما تمكن مما يقلل من دور والديه في )25 )تنشئته ، بالإضافة إلى توهج الغضب و العدوان الذي لا يستطيع الطفل توجيهه إلى والديه فيزيحه إلى الآخرين . و يعد الضبط الوالدي الذي يقابل الإستقلال من أساليب المعاملة التي كشف عنها كل من Scheefer و becker و فيه يمارس الأب أو الأم سلوكيات تغير السلوك النامي للطفل وتكف عن ميوله ، و يصل الضبط إلى الصرامة حينما يضع الوالدان قواعد و يطلبان من الطفل الإلتزام ا ، و إذا لم يؤكدا على الإلتزام ا يقال أن الضبط لين ، و يختلف ذلك عن الحماية الزائدة التي تعتني بالطفل في جميع أوقاته لتقدم كل ما يرغب لتهدئته . و ترى Baumrind أن الوالدين يحاولان تشكيل أطفالهما ، فيكبحان إرادة الطفل و يبخلان بتشجيع الطفل على ممارسة جزء من حريته تحت رعايتهما ، و في ذلك يكون الوالدان على مسار التسلط الوالدي Discipline Firm ،و يستخدم بعض الآباء أشكالا مختلفة من العقاب تتباين بين الكره الحقيقي إلى ممارسة الضر ب أو النقد و التوبيخ و أحيانا سحب )26 )الإمتيازات ، و يذكر al et Bordizinsky أن الأبناء الذين كان عقام بقسوة من قبل الوالدين أصبحوا عدوانيين مع
غيرهم من الأطفال و أيضا مع المعلمين ، و ينتظر من الأطفال الذكور الذين تمت ممارسة القسوة عند عقام أن يصبحوا منحرفين أو لهم سلوكيات مضادة تمعهم حينما ينخرطون في المراهقة . و على أي حال فإن أي شكل من الأشكال القاسية و العنيفة في التعامل مع الطفل يعد سوءا لمعاملة الطفل Abuse Child ، فالعقاب البدني القاسي بإفراط وإهمال الطفل يعتبر من قبيل سوء المعاملة التي عند إستمرارها مع الصغير تجعله يبدو له وجه عجوز عند مقارنته بمن هم في مثل سنه من الأطفال . و لقد ظهر أن الوالدين المسيئين إلى أطفالهما ، لديهما ممارسات قليلة من التفاعلات اللفظية مع هؤلاء الأطفال بالإضافة إلى أم ليسوا متسقين معهم في التعامل، و لا يفوتنا أن نشير إلى أن الطفل ذاته و خصائص شخصيته أحيانا تكون من أسباب معاملته معاملة سيئة من قبل الوالدين أو أحدهما . و يعد عدم الإتساق في المعاملة ( Inconsistence ( مع الطفل سببا في ممارسة هذا الطفل لسلوك ضد اتمع Anti Behavior Social مثل العدوان بالإضافة إلى الإضطرابات النفسية التي تبدو عليه . و الواقع أن افكثار من ترهيب الطفل و ديده على كل صغيرة و كبيرة من أشد العوامل خطورة على بنائه النفسي ، كما أن التحقير و الإستهزاء به أو إشعاره بإختلافه عن بقية إخوته ،هي أساليب للمعاملة سوف تترك آثارها فيما بعد عليه ولكن الحزم من أنسب الأساليب التي تحقق جزءا من الصحة النفسية للأطفال ويترتب غالبا أطفال وكبار مستقبلا لهم شخصيات متزنة ، قادرة على تقييم الأمور بموضوعية و متقبلة ذواا إلى حد بعيد . و ربما ينكر شخص الحديث عن دفء الأبوين أو حناما بحجة أن هذا الحنان أمر طبيعي فيهما، و لكن ما ييحدث من البعض من غلظة و جحود و يوجب النصح و الإرشاد و يمحو العجب و الإنكار ، إن هذا يحدث و حدث بالفعل منذ القدم ، فعن أبي هريرة رضي االله عنه قال : " أبصر الأقرع بن حابس رضي االله عنه النبي صلى االله عليه و سلم و هو يقبل الحسن و الحسين ، فقا : ل إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم !! ، فقال رسول االله صلى االله عليه و سلم : "من لا يرحم لا يرحم " ، و إذا كان علماء النفس يرشدون إلى عدم ر الطفل لأن ذلك يؤثر على شخصيته نجد أن رسول االله صلى االله عليه و سلم قد سبقهم إلى ذلك ، فعن عبد االله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال : خرج علينا رسول االله صلى االله عليه و سلم في إحدى صلاتي العشاء أو الظهر أو العصر ، و هو حامل الحسن أوالحسين ، فتقدم النبي صلى االله عليه و سلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها ، قال (راوي الحديث ) : إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر النبي صلى االله عليه و سلم و هو ساجد فرجعت في سجودي فلما قضى الرسول االله صلى االله عليه و سلم ، قال الناس يا رسول االله ، إنك سجدت بين ظهرانى الصلاة سجده قد أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحي إليك ، فقال رسول االله صلى االله عليه و سلم " كل )27 )ذلك لم يكن ولكن إبني إرتحلني ، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته . " أن في عمل الرسول هذا ذيبا لطباع شرسة ، و يحد بذلك من تنطع مقيت فإصلاح نفس الطفل و إدخال السرور على قلبه أمور هامة في المعاملة . و إذا كان الثواب مهما بالنسبة للأطفال ، فعقاب الطفل إذا أهمل أو جنح إلى الخطأ مباح أيضا إستنادا إلى إباحة الإسلام ضربه على ترك الصلاة عند بلوغه عشر سنين ، و لكن هذا العقاب المباح أمر بالغ الحساسية على الأخطاء الأخرى التي ترتكب من الأطفال ، و لا ننسى ما روته عائشة رضي االله عنها أن رسول االله صلى االله عليه و سلم قال : " إن االله رفيق يحب الرفق ، و يعطي على الرفق مالا يعطى على العنف ، و مالا يعطى على سواه " ، و إذا كانت هناك تبا ينات واضحة توصلت إليها البحوث بخصوص أبعاد أوأساليب المعاملة الوالدية وإنعكاساا على الأطفال ، فإنه في ضوء كل ما سبق و في ضوء ديننا )28 )الإسلامي يمكن تصور أساليب للمعاملة لا يمكن القول بأا مستقلة في شكل أبعاد على النحو التالي
1 التقبل ( الدفء –) الرفض ( الجحود ) : ( Ingratitude ( إن دفء المعاملة يتمثل في السعي إلى مشاركة الطفل ، و التعبير الظاهر عن حبه و تقدير رأيه و إنجاز اته و التجاوب معه و التقارب منه من خلال حسن الحديث إليه و الفخر المعقول بتصرفاته و مداعبته بالإضافة إلى رعايته ، و إستخدام لغة الحوار و الشرح لإقناعه، أو توضيح الأمور له مع البعد عن الإستياء منه والغضب من تصرفاته و الضيق بأفعاله وإشعاره بعدم الرغبة فيه والميل إلى إنتقاده و بخس قدراته و عدم التمتع بصحبته و ظهور النفور من وجوده ، لأن إتباع الرفض و الجحود للطفل يؤدي إلى صعوبة في بناء شخصية مستقلة نتيجة شعوره بالرفض ، كما أنه يكره السلطة الوالدية و ينسحب شعوره ذا إلى معارضة السلطة الخارجية، وغالبا ما يصبح هذا الطفل متمردا في المستقبل متسلطا و لديه شعور بالنقص . ) 2 الإستقلال – الضبط ( التحكم ) : هو منح الطفل قدرا من الحرية لينظم سلوكه ، دون دفع السلوك للطفل في إتجاهات محددة أو كف ميوله من خلال قواعد و نظم يطلب منه الإلتزام ا ويشجع على ممارستها دون مراعاة لرغبات الطفل أو دون تزويده بمعلومات عن نتائج سلوكه ، و يؤدي إتباع التحكم و السيطرة من قبل الوالدين ، إلى الكف عن التعبير الصريح عن الرأي و التردد في إتخاذ القرار وصعوبة معرفة الصواب والخطأ ، و في الأغلب تكون شخصية الطفل أميل إلى العصابية وعدم الإتزان الوجداني مستقبلا . ) 3 الحماية الزائدة - الإهمال هي المغالاة في المحافظة على الطفل و الخوف عليه لدرجة مفرطة ليس في أوقات المرض فحسب بل في أوقات التغذية و النظافة و اللعب و ممارسة المهام التي يكلف ا ، و لكن للحماية الزائدة مضارها المتمثلة في خشية الطفل من إقتحام المواقف ، و إنخفاض مستوى الجرأة ، و عدم الإعتماد على النفس ، كما أن للإهمال عواقبه على الطفل مثل التبلد و عدم الإنتماء بالإضافة إلى تكوين فكرة سيئة عن الحياة الأسرية . ) 4 الديمقراطية - التسلط : البعد عن فرض النظام الصارم Discipline Firm على الطفل أو كبح إرادته من قبل الوالدين معتمدين على سلطتهما و قوما و مقمين سلوك الطفل وفقا لمعايير مطلقة محددة للسلوك و منتظرين دائما الطاعة من قبله عند فرض رأيهما عليه و إجباره على التصرف بما يرضي رغبتهما ، و لكن غالبا ما يمارس الطفل نفس الأسلوب عندما يكبر ، و يبعد عن التعبير عن رأيه و ينخفض مستوى مفهوم الذات لدى الذين يعاملون ذا الأسلوب ، بالإضافة إلى تقلب إنفعالام و العزلة . ) 5 التدليل - القسوة ( Cruelty : ( التراخي و التهاون في معاملة الطفل و عدم توجيهه لتحمل المسؤوليات و المهام التي تتناسب و مرحلته العمرية، مع إتاحة إشباع حاجاته في الوقت الذي يريده هو ولكن مع التدليل يشعر الطفل بالغرور و إصابته بالإحباط لأتفه المواقف الصعبة ومع القسوة قد ينطوي على نفسه وينسحب من المواقف الإجتماعية و يتولد لديه شعور بالنقص و شعور حاد بالذنب و كره السلطة و العدائية مع الأطفال الآخرين . : ( Parental Reward and Punishment )العقابي – الإثابي 6 ( ما يجنيه الطفل كمعزز لتقوى أو تبقى أو تكتسب سلوكيات معينة كالإثابة الأولية (طعام أو شراب ...) أو الإثابة الموضوعية ( لعب أو مال .) أوالإثابة النشاطية ( الخروج و النزهة.) أو الإثاببة الإجتماعية ( إبتسامة أو إيماءة ...) مقابل ما يوجهه الوالدين من ألم جسمي أو نقد لفظي أو توبيخ أو إستهجان أو تخفيض في الإمتيازات الممنوحة للطفل ، و هناك أدلة مؤداها أن الطفل يتعلم أسرع إذا تلقى كلا من الثواب و العقاب ، فالإثابة تعلمه ما ينبغي أن يعلمه ، و العقاب يعلمه ما لا ينبغي أن يمارسه ، و إحاطة الطفل بالنوعين لها فائدة أكبر عما لوإعتمد على الثواب فقط أو العقاب فقط .
7 التذبذب (Irresolution (– إتساق المعاملة : عدم ثبات الوالدين أو حيرما في نظامهما الذي يتعاملان به مع الطفل في المواقف نفسها وتناقض أسلوما عند مقارنة أسلوب معاملة كل منهما بالآخرأوداخل أسلوب الوالد الواحد تجاه نفس السلوك الصادر من الطفل أو شبيه هذا السلوك ، و لكن يجد الطفل صعوبة في معرفة الإيجابيات و السلبيات ، يكون غالبا مترددا و متشائما و لا يصلح للقيادة و منخفض الإتزان الوجداني ، ويمارس السلوك ضد الإجتماعي . ) 8 الحزم - لامبالات : إقامة ضبط متزن على الطفل يتضمن تنبيهه إلى أخطائه و حثه على الوصول إلى نماذج ناضجة من السلوك مع توضييح الأشكال السلوكية غير المقبولة في جو من الحب و تقدير الرغبة بالإضافة إلى تشجيعه على التحاور و إبداء رؤ يته ، و لكن التسيب في أداء الأعمال ، ممارسة التخريب و ألعاب العنف ، رفض النظام ، ولا يمنع الأطفال عند هذه المعاملة من الضبط الذاتي . ) 9 التفرقة - المساواة : التفضيل و الإهتمام بأحد أو بعض الأبناء عن طريق الحب أو المساعدة و العطاء أو منح السلطة أو التمتع بمزايا دون إكتراث بمشاعر الأبناء الآخرين و هذا يؤدي بالغيرة و الخوف من المستقبل و الأنانية بالإضافة إلى فقدان الثقة بالآخرين . ) 10 الإعتزاز ( التقدير –) الإستهزاء (التحقير ) : الثناء على الطفل و إظهاره بأنه محل إعجاب وتقدير مع البعد عن خداعه أوالإستخفاف بتصرفاته وأفعاله و قدراته و إنفعالاته و إنجازاته، و من عيوب هذا الأسلوب إنخفاض مستوى الثقة بالنفس و بالتالي إنخفاض مفهوم الذات وضعف الولاء للأسرة و )29 )الشعوربالإحباط . )30 )خامسا : أهداف التنشئة الأسرية : من بين أهداف التنشئة الأسرية ما يلي : -1 تعليم الطفل كيف يتصرف بطريقة إنسانية . -2 تلقين المنشأ النظم الأساسية Desciplines Basic و التي تبدأ من التدريب على أعمال و عادات النظافة حتى الإمتثال لثقافة اتمع فضلا عن تلقيينه مستويات الطموح . -3 تعليم المنشأ الأدوار الإجتماعية و مواقفها المدعمة . إ -4 شباع حاجات المنشأ البايولوجية و الإجتماعية . -5 دمج المنشأ بالحياة الإجتماعية من خلال إكسابه المعايير و القيم و النظم الأساسية و أدواره الإجتماعية
قائمة المراجع : ) 1 )مراد زغيمي ، مؤسسات التنشئة الاجتماعية. الجزائر، منشورات جامعة باجي مختار 200 ،ص . 65 ) 2 )مهى سهيل المقدم ، المجتمع القروي بين التقليدية و التحديث . بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع ، ط ، 1 87 . ص ، 1995 ) 3 )سورة النساء ، الآية ) .01
طريق الزواج الرسمي و القانوني ، و هذا للمحافظة على اتمع و صيانته من الفساد أما إذا غابت هذه العلاقات و غاب الإتصال و الحوار داخل الأسرة و غابت التنشئة الأسرية الصحيحة يؤدي بالأطفال بالدرجة الأولى إلى التعرض إلى الإنحراف ، و سوف نتطرق إلى أهم التعاريف الخاصة بالتنشئة الأسرية . أولا : تعريف التنشئة الأسرية : لقد تحدثنا في المبحث الأول عن التنشئة الإجتماعية بصفة عامة و علاقتها بالفرد داخل الأسرة ، أما في هذا المبحث فسوف نتطرق إلى التنشئة الأسرية والتي م موضوع بحثنا بصورة دقيقة ، و هناك مجموعة من التعاريف الخاصة بالتنشئة الإجتماعية الأسرية من بينها : تعرف التنشئة الأسرية على أ " ا العمليات التي يتعلم عن طريقها الطفل و البالغ أساليب اتمع أو الثقافة التي تعنيه على أن )10 )ينمو ليتمكن من المشاركة في الحياة الإجتماعية في مجتمع يعنيه و التي تكون داخل الأسرة " . فالأسرة بما تحويه من أفراد و علاقات و إتصالات هي المسؤولة عن عملية التنشئة الأسرية وعن القيم و المبادئ التي يلقنها الأولياء لأبنائهم من أجل تزويده بقيم و إتجاهات يكتسبها من أسرته و تساعده في بناء و تكوين شخصيته و بالتالي إحتكاكه بمجتمعه و بالعالم الخارجي . )11 )كما أن التنشئة الأسرية هي "عملية تمرير لرسالة تربوية للأفراد محل التشكيل الإجتماعي" ، أي تعلم الأفراد اللغة و التي تعتبر أداة إتصال بين الأفراد داخل اتمع و التي تساعده على التفاهم و الإتصال مع أفراد محيطه و تلبية حاجياته النفسية و عملية الضبط الإجتماعي ، كما تعلمه مختلف القيم الدينية و الخلقية و الثقافية تمعه و التي تساعده في لسلوكه ، و كل هذا يتم في إطار الأسرة التي تعتبر الخلية الأولى للطفل أين يتلقى فيها التنشئة الإجتماعية الصحيحة و السليمة من أجل بناء شخصية متكاملة ومتوازنة . " إن شخصية الطفل تشكلها إتصالاته بالأسرة، و إن توافق الطفل أو عدم توافقه يتوقف بدرجة كبيرة على التنشئة الإجتماعية التي يتلقاها من أسرته دف نمو شخصيته نموا متناسقا و سليما ، فالإنسان لا يولد شخصا و لكن يولد فردا ثم يبدأ في إكتساب )12 )شخصيته تدريجيا في الوسط الإجتماعي الذي يولد فيه، والأسرة هي أولى حلقات هذا الوسط الإجتماعي الواسع " ، فهي التي تتحوله من كائن بيولوجي إلى كائن إجتماعي و تزوده بثقافة و تراث مجتمعه وتربطه بمجتمعه وتعلمه قدرات و مهارات تؤهله للقيام بأعمال يعيش منها مستقبلا ، فهي تمثل مؤسسة إجتماعية تضم مختلف الوظائف الأسرية و التربوية و الثقافية و الدينية والسياسية ...إلخ ، و لكن مع تطور اتمع الإنساني و التغير الإجتماعي الذي صاحبه فقدت الأسرة معظم هذه الوظائف و لم يبق للأسرة غير وظيفة إنجاب الأطفال و مع خروج المرأة للعمل خارج البيت أصبحت الأسرة تستعين بمؤسسات إجتماعية تساعدها في تربية أطفالها (كدور الحضانة و رياض الأطفال) لأن الوالدين لم يعد لديهما الوقت الكافي لرعاية أطفالهم بإعتبارهم المسؤولين الأوليين عن تنشئة الطفل و هذا ما أدى إلى تنشئة إجتماعية ناقصة لدى الطفل وعلى إكتسابه قيم و عادات هشة سريعة الذوبان خاصة بعد دخوله المؤسسات الإجتماعية التي تلي الأسرة كالمدرسة و جماعة الرفاق ، و بالتالي يندمج مع رفقاء السوء ويجالسهم و يقومون بسلوكات إنحرافية مخالفة للمجتمع و هذا ما قد يؤثر على سلوكه وبالتالي إنحرافه . ولا شك أن عملية التنشئة الإجتماعية الأسرية مسألة هامة جدا و ملحة في جميع مراحل نمو الإنسان،إلا اا تكون أكثر إلحاحا و أهمية في مرحلة الطفولة (الطفولة الأولى، المهد، الطفولة الوسطى ، التلقي العملي ، الطفولة المتأخرة المراهقة )، و هي تشمل الجوانب التالية
التدريب على السلوك المناسب لإشباع الحاجات الأولية ، إكساب اللغة ، ترسيخ العادات و التقاليد و الأعراف ، غرس العقيدة و القيم و الأخلاق ، تكوين الإتجاهات و الميول و الولاء ، الضبط الإجتماعي ( تحديد العلاقات و الحقوق و الواجبات ) ، تحديد المراكز و الأدوار . أولا : التدريب على السسلوك المناسب لإشباع الحاجات الأولية حيث تقوم الأسرة بتعليم وتدريب الطفل على كيفية و زمن و مكان إشباع حاجاته المختلفة ، فمن الناحية الجسدية تلققن الأسرة الطفل على كيفية الشرب و الأكل و أوقات الأكل والشرب ، و يتعرف على المباح والممنوع تناوله بإعتباره ينتمي إلى العقيدة الإسلامية ، و تعلمه اين يقضي حاجاته عند الضرورة ، و تعلمه نوع اللباس الذي يرتديه و الشيء الذي يلائمه طبعا حسب سنه ، أما من الناحية النفسية فتدربه على الحنان و التعاطف و تبادل الحب والكره فيتدرب على كيف و ماذا يحب أو يكره و تعلمه مبادئ التسامح و أن لديه حقوق وواجبات يجب أن يراعيها، كما تعلمه أن للغير نفس الحقوق و الو اجبات و لا ينبغي تجاوزها أو الإعتداء عليها لأا ليست ملكه، أما من الناحية الروحية فتعلمه مختلف مبادئ الدين الإسلامي الحنيف من عبادة و صلاة و صوم و زكاة و حج ... .إلخ أما من الناحية العقلية يتدرب على طرق التفكير الصحيح و أن يستعمل عقله في التفكير من أجل الإستمرار الصحيح في الحياة ، و أن االله عز و جل وهبنا العقل و فضلنا عن الحيوان لكي نفكر به و نعمل الصواب و نقوم بما هو جائز و نبتعد عن ما هو .محرم ثانيا : إكساب اللغة أي تلقينه لغة قومه منذ الصغر و ترسيخ عادات و تقاليد أجداده وتغرس العقيدة و القيم في نفسه و تعلمه الأخلاق الحميدة و تعمل على التفريق بينهما و بين الأخلاق السيئة كما تعمل على توجيهه فكريا و سلوكيا تحرص على عملية الضبط الإجتماعي حيث تقوم بتحديد كل من العلاقات والحقوق والواجبات . ثانيا : أنماط التنشئة الأسرية : إزاء تأثير المتغيرات التي يتصف ا المنشئ و المتغيرات التي يحملها المنشأ فإن التنشئة لا تكون واحدة في الخلية الأسرية بل ترتفع و بط في مرواز التنشئة و قد إستطاع بومريند 1973 أن يحدد ثلاثة أنماط من التنشئة الأسرية المتبلورة من هذه المتغيرات )41 )التي تؤثر على نوع التنشئة و هي : : Authoritative style السلطوي النمط 1- الذي يعكس عدم تردد الآباء بإستخدام الحزم إذا دعت الحاجة ، لكنهم يحافظون على إستقلالية أبنائهم الفردية ، فهم وإن كانوا )15 )يؤمنون بضوابط حازمة لسلوك أبنائهم إلا أم منطقيون وعقلانيون و مرنون وميالون لمراعاة حاجات الأبناء في هذا النمط يحاول الآباء توجيه أبنائهم من خلال المعاملة الحسنة لهم ومساعدم في القيام بشؤون المنزل و حرصهم على تعليم أبنائهم القيم و المعايير و ضرورة المحافظة على النظام و الإنضباط داخل و خارج الأسرة ، كما يعملون على مراعاة شعور أبنائهم ، و الإستماع لطلبام و تلبية حاجيام، كما يقومون بإستعمال القوة إذا لزم الأمر لذلك أي إذا خرج الأبناء عن طاعتهم ، إذن هذا النمط يتم على أساس الأخذ و العطاء بين الآباء والأبناء و إحترام كل شخص رأي الآخر أي يقوم أساسا على الإحترام و المودة ، و هذا ما يساعد الأبناء على عدم الإنحراف . -2 النمط التسلطي Authoritarian : الذي ينطوي على ممارسة الآباء الذين يستخدمون هذا النمط من التنشئة معايير جامدة و هم لا يؤمنون بالآخذ و العطاء مع الأبناء ، و يحرصون على فرض الطاعة على الأبناء دونما مراعاة لفرديتهم ، و ينصب جل إهتمامهم على التحكم بالأبناء فهم
لا يشجعون إستقلاليتهم ، كما يقومون بإستخدام أساليب كالعقاب البدني أو السب أو الشتم أو التهديد أو الحرمان ...إلخ من أنواع العقاب ، في هذه المرحلة يتم الوالدين فرض رأيهما على الطفل و منعه من القيام بسلوك معين حسب رغبته فسلوكاته كلها مقادة من طرف و الديه و هي أوامر يجب أن تطاع وتنفذ ، فالقسوة و العقاب حسبهما هي أساسية في عملية التنشئة الأسرية ، وهذا ما يؤثر سلبا على سلوك الطفل فيسلك الطفل في هذه الحالة لسلوكا سيئا . : Permissive Style المتساهل النمط 3- قليلة هي القيود التي يفرضها الآباء الذين يستخدمون هذا النمط فهم متسامحون بدر جة مفرطة و نادرا ما يعاقبون أبنائهم و هم يتقبلون ما يفعله أبناؤهم ويظهرون و كأم غير دافئين و غير مهتمين م ، و لكنهم في بعض الحالات يفقدون القدرة على )17 )التحمل فيستخدمون القوة لضبط أطفالهم . في هذه المرحلة تكون هناك أسلوب الحماية الزائدة و التدليل في التربية للأبناء فالأبوان يقومون بكل شيء بإختيار الأكل و إختيار الملابس و إختيار حتى الأصدقاء لأبنائهم حيث لا يتركون للأبناء الفرصة في التصرف بأنفسهم والإعتماد على أنفسهم ، فالحماية و الخوف الشديد عن الأبناء و التصرف في كل سلوكيام قد يجعلهم في ضيق و خنق كبير و بالتالي يقومون بسلوكات إنحرافية كالتدخين و شرب الخمر اللذان يحسبان بأما نوع من الرجولة ويتخلصون من قيود الوالدين . ثالثا : أثر العلاقات الأسرية على التنشئة الإجتماعية : إن للعلاقات الأسرية و الحياة الإجتماعية و التفاعل الإجتماعي مع الطفل داخل الأسرة يلعب دور كبير في عملية التنشئة الإجتماعية للطفل و هذا ما سوف نبرزه من خلال العلاقات الإجتماعية و التفاعل داخل الأسرة . ) أ العلاقة بين الوالدين : - يجب أن تكون الأسرة المحيط الإجتماعي الأول الذي يتعامل معه الطفل وينمي قدراته الفكرية و النفسية ، و يتعلم فيه الخبرات الإجتماعية ، و كيفية بناء العلاقات الإجتماعية مع الآخرين عن طريق اللعب و مشاركة رفاقه و أعضاء أسرته في لهوهم وفرحهم ، بمعنى وحدة المصدر في بداية حياة الطفل ، لحساسية هذه المرحلة في حياته . - يجب أن تكون الأسرة المحيط الذي يتعلم فيه الطفل كيف لا يكون أنانيا و محبا لذاته غير عابئ بالآخرين ، و هذا الأمر يتحقق عن طريق مقاسمة إخوته للحب والعطف الأبوي والأموي و عدم الإنفراد به و القبول به ، و قبول رأيه في بعض الأحيان ورفضه في أحيان أخرى ، و إجابة طلباته مرة ، و عدم فعل ذلك مرة أخرى . - يجب أن يكون محيط الأسرة المحيط الذي يلقن الطفل المبادئ الأولية في التعامل مع اتمع ، و يلقنه القيم الإجتماعية التي يتعامل ا الناس ، و يعطوا الأهمية و الأسبقية وهذا يكون عن طريق ما تتيحه الأسرة من فرص للحديث عن الحياة و حقوق )81 )الآخرين و إستقبال الضيوف و طر يقة معاملتهم . فكلما كانت العلاقة بين الوالدين منسجمة و مترابطة أدى هذا إلى جو إجتماعي يساعد على نمو الطفل نموا متكاملا يخلق لديه شخصية قوية و منسجمة، أما الخلافات بين الزوجين و الجو المضطرب داخل ا لأسرة يؤدي إلى إضطراب في نمو الطفل مما يخلق لديه نوع من الإضطراب النفسي و بالتالي إختلال في شخصيته و التي تؤثر سلبا على نفسيته ، و تؤدي به إلى سلوكات غير سوية وبالتالي إنحرافه . ب) العلاقة بين الوالدين و الطفل :
إن العلاقات المشبعة بالحب و الحنان و الدفئ العائلي و الثقة المتبادلة بين أفراد الأسرة تساعد الطفل على أن ينمو بشكل عادي و يحب غيره و يتقبل الآخرين ويثق فيهم و يجب " أن يشعر الطفل في الأسرة أنه مقبول إجتماعيا و محبوب من قبل والديه ومرغوب فيه حتى يتهيأ نفسيا لقبول ما يلاحظه داخل الأسرة ، و يملك جميع قدراته العقلية و النفسية ليعي ما يطرح عليه من نماذج سلوكية و آداب وتوجيهات إجتماعية وفي هذه الحالة نؤكد على عامل الثقة الذي يجعل الطفل يأخذ عن والديه ولا يأتي هذا )19 )العامل إلا من خلال الجوالإجتماعي الدافئ في الأسرة " أما العلاقات السيئة داخل الأسرة خصوصا بين الوالدين و طريقة تعاملهما مع أطفالهم مثل طر يقة إهمالهم لأبنائهم و عدم مراعاة مصالحهم و مطالبهم أو الحماية الزائدة لهم أوعملية تفضيل طفل عن طفل آخر ، كل هذا يخلق نوع من السلوك الإنحرافي في نفوس الأطفال وبالتالي إنحرافهم، " فيتم تأثير الأسرة في تشكيل السلوك الإجتماعي للطفل من خلال ما يمكن أن نسميه بعملية التنشئة الإجتماعية فعن طريق هذه العملية يكتسب الطفل السلوك و العادات والعقائد و المعايير والدوافع الإجتماعية التي تقيمها )20 )أسرته وألفته الثقافية التي تنتمي إليها الأسرة " فالتنشئة الإجتماعية هي إمتداد لتربية الأسرة في البيت حتى سميت بالتنشئة الإجتماعية الأسرية ، و هي أولى مهام التنشئة الإجتماعية ، و قد تبين أن هناك علاقة بين أسلوب التنشئة الإجتماعية و ما تبناه الأبناء من قيم ، فالأسرة كمؤسسةإجتماعية لا توجد في فراغ و إنما يحكمها إطار الثقافة الفرعية التي ينتمي إليها ...إذن فالأسرة تلعب دورا أساسيا في إكساب الفرد قيم معينة ، ثم تقوم الجماعات الثانوية المختلفة التي ينتمي إليها الفرد في مسار حياته الإجتماعية بدور مكمل بحيث تتحدد للفرد قيم معينة يسير في إطارها ، فالفرد يتنازل عن بعض القيم التي إكتسبها في محيط الأسرة ليأخذ بغيرها مما تأثر في إطار مختلف ، و إن كان يماثل في معظمه التنشئة الأسرية أو البيئة الإجتماعية ، فهو إمتداد لهما ، قال الإمام الشيرازي : " إن المحيط الإجتماعي يؤثر في )21 )الإنسان تأثيرا كبيرا ، و كلما كان اتمع أكبر كان تأثيره في الإنسان أكثر " . رابعا : أساليب التنشئة الإجتماعية داخل الأسرة وهي عبارة عن أساليب نفسية وإجتماعية مقصودة وغير مقصودة واضحة أوضمنية تتخذها الأسرة لإكساب الطفل سلوكا أو تعديل سلوك موجود لديه، ومن أهم هذه الأساليب ما يلي : ) أ الإستجابة لأفعال الطفل : " إن مجرد إستجابة الوالدين أو الإخوة لأفعال الطفل يؤدي إلى تأثير على هذه الأفعال لديهم وعلى المشاعر المتصلة ا ، و حتى هذا لصغار الأطفال ، فالطفل الذي يصدر صوتا ما ويستجيب له عضو من أفراد الأسرة ( مجرد إستجابة ) فإن الطفل يميل إلى تكراره وكأنه يعلن لنا أن نكرر معه الإستجابة لما يفعل ، و هذا ما يحدث حتى مع الأطفال الأكبر سنا، وبطبيعة الحال يبدو أن )22 )إستجابتنا هنا للطفل إستجابة إثابة أو مكافأة " ويجب على الأباء أن تكون لهم نية الإصغاء والفهم لأبنائهم و أن يكونوا هادئين وبعيدين عن الغضب ، و محادثة أبنائهم ومساعدم في فهم الواقع الإجتماعي . ب) الثواب و العقاب للطفل : إلا أن الإستجابة للطفل كما يمكن أن تكون نوعا من المكافأة ، قد تكون نوعا من المعارضة أوالتثبيط أو العقاب ، و هذا شيء شائع بلا إستثناء في جميع الأسر . إن الوالدين أثناء تعاملهما مع الطفل يستعملان الثواب أو المكافأة و التأييد عندما يصدر من الطفل سلوك يرغبانه أو يحبذانه أو )23 )عندما يظهر من المشاعر ما يتناسب مع الموقف و كذلك يوقع الوالدان العقاب في عكس ذلك " ، و يعتقد كثير من الأباء
أن العقاب وسيلة تمنع الطفل من الوقوع في الأخطاء و تحسن من سلوكه و تبعده عن الأعمال السيئة و لكن هذا خطأ، فالعقاب قد يزيد من إضرار الطفل عن إرتكاب السيئات . ) ج إشراك الطفل في بعض المواقف الإجتماعية : ربما دعا الوالدان أو أحدهما الطفل بقصد الذهاب معهما في موقف عزاء أوموقف عرس بقصد إكساب الطفل السلوكيات المناسبة في مثل هذه المواقف وربما جاءت الدعوة لهذه المواقف و غيرها عن غير قصد ... وهنا يتعلم الطفل ليس فقط كيفية السلوك المناسب بل والمشاعر المناسبة في مثل هذه المواقف وهنا يكون التعليم بالتقليد و ربما بالتقمص . ) د التوجيه الصريح لسلوك الطفل : قد يلجأ الوالدان إلى توجيه سلوك الطفل مباشرة و صريحة ، فتعلمه ما يجب و ما لا يجب أو تدربه على السلوك المناسب و ربما هيأت له من المواقف الحية لدعم خبراته وسلوكياته و إذا كانت الأساليب السابقة يغلب عليها إمكانية الحدوث للأطفال، فإن تغيرا جوهريا يحدث عندما يبدأ مفهوم الذات Concept Self في البزوغ أي عندما ينظر الطفل إلى سلوكه بإعتباره موضوعا فيصبح هذا السلوك خاضعا منه للتأمل والحكم و التقدير بلوالتقويم ، وعندما يضع في إعتباره إتجاه المهمين في حياته مثل الوالدين وعندما يدرك إمكاناتة ومكانة الآخرين واجبة عليه ، في ذلك الوقت تزداد الفعالية والإيجابية للطفل وتتدفق قدرته على العطاء دون الإكتفاء بالأخذ ، و يتحرك مع كل ذلك قوى التنشئة الإجتماعية لتصبح داخلية بعد أن كانت كلها خارجية ، )24 )وبالتالي تتسع الخطى في طريق التطبيع الإجتماعي . وإذا كانت هناك أساليب للمعاملة الوالدية تمارس مع الأبناء ، فقد حاولت الدراسات إستكشافها، فإن التباين شبه الظاهر يوحي بوجود أنماط و أساليب لا تمارس على وتيرة واحدة خلال مراحل نمو الأطفال ، و لايمكن القول بإستقلاليتها و غالبا تختلف مستوياا بإختلاف المستويات الإقتصادية و الثقافية و الإجتماعية للأسر ، فإذا إرتضينا التقبل أو دفء المعاملة أسلوبا في ضوء ما سبق ، تنتظر تأثير هذا الأسلوب على إنتماء الطفل للجماعات و الإندماج مع الآخرين و من ثم إستدخاله للقيم و المعايير ، كما أن جحود الوالدين أوأحدهما مع الطفل يفقده لجزء من الأمن و يتعلم الأنانية بالإضافة إلى إفتقاد جزء من القدرة على التوافق العام ،و يكتسب أسلوب دفء المعاملة أهميته و الرفض أو الجحود من قبل الوالدين خطورته كما يشير Hetherington و Park في أن الطفل يحاول تجنب التفاعل مع والديه الجحود ين كلما تمكن مما يقلل من دور والديه في )25 )تنشئته ، بالإضافة إلى توهج الغضب و العدوان الذي لا يستطيع الطفل توجيهه إلى والديه فيزيحه إلى الآخرين . و يعد الضبط الوالدي الذي يقابل الإستقلال من أساليب المعاملة التي كشف عنها كل من Scheefer و becker و فيه يمارس الأب أو الأم سلوكيات تغير السلوك النامي للطفل وتكف عن ميوله ، و يصل الضبط إلى الصرامة حينما يضع الوالدان قواعد و يطلبان من الطفل الإلتزام ا ، و إذا لم يؤكدا على الإلتزام ا يقال أن الضبط لين ، و يختلف ذلك عن الحماية الزائدة التي تعتني بالطفل في جميع أوقاته لتقدم كل ما يرغب لتهدئته . و ترى Baumrind أن الوالدين يحاولان تشكيل أطفالهما ، فيكبحان إرادة الطفل و يبخلان بتشجيع الطفل على ممارسة جزء من حريته تحت رعايتهما ، و في ذلك يكون الوالدان على مسار التسلط الوالدي Discipline Firm ،و يستخدم بعض الآباء أشكالا مختلفة من العقاب تتباين بين الكره الحقيقي إلى ممارسة الضر ب أو النقد و التوبيخ و أحيانا سحب )26 )الإمتيازات ، و يذكر al et Bordizinsky أن الأبناء الذين كان عقام بقسوة من قبل الوالدين أصبحوا عدوانيين مع
غيرهم من الأطفال و أيضا مع المعلمين ، و ينتظر من الأطفال الذكور الذين تمت ممارسة القسوة عند عقام أن يصبحوا منحرفين أو لهم سلوكيات مضادة تمعهم حينما ينخرطون في المراهقة . و على أي حال فإن أي شكل من الأشكال القاسية و العنيفة في التعامل مع الطفل يعد سوءا لمعاملة الطفل Abuse Child ، فالعقاب البدني القاسي بإفراط وإهمال الطفل يعتبر من قبيل سوء المعاملة التي عند إستمرارها مع الصغير تجعله يبدو له وجه عجوز عند مقارنته بمن هم في مثل سنه من الأطفال . و لقد ظهر أن الوالدين المسيئين إلى أطفالهما ، لديهما ممارسات قليلة من التفاعلات اللفظية مع هؤلاء الأطفال بالإضافة إلى أم ليسوا متسقين معهم في التعامل، و لا يفوتنا أن نشير إلى أن الطفل ذاته و خصائص شخصيته أحيانا تكون من أسباب معاملته معاملة سيئة من قبل الوالدين أو أحدهما . و يعد عدم الإتساق في المعاملة ( Inconsistence ( مع الطفل سببا في ممارسة هذا الطفل لسلوك ضد اتمع Anti Behavior Social مثل العدوان بالإضافة إلى الإضطرابات النفسية التي تبدو عليه . و الواقع أن افكثار من ترهيب الطفل و ديده على كل صغيرة و كبيرة من أشد العوامل خطورة على بنائه النفسي ، كما أن التحقير و الإستهزاء به أو إشعاره بإختلافه عن بقية إخوته ،هي أساليب للمعاملة سوف تترك آثارها فيما بعد عليه ولكن الحزم من أنسب الأساليب التي تحقق جزءا من الصحة النفسية للأطفال ويترتب غالبا أطفال وكبار مستقبلا لهم شخصيات متزنة ، قادرة على تقييم الأمور بموضوعية و متقبلة ذواا إلى حد بعيد . و ربما ينكر شخص الحديث عن دفء الأبوين أو حناما بحجة أن هذا الحنان أمر طبيعي فيهما، و لكن ما ييحدث من البعض من غلظة و جحود و يوجب النصح و الإرشاد و يمحو العجب و الإنكار ، إن هذا يحدث و حدث بالفعل منذ القدم ، فعن أبي هريرة رضي االله عنه قال : " أبصر الأقرع بن حابس رضي االله عنه النبي صلى االله عليه و سلم و هو يقبل الحسن و الحسين ، فقا : ل إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم !! ، فقال رسول االله صلى االله عليه و سلم : "من لا يرحم لا يرحم " ، و إذا كان علماء النفس يرشدون إلى عدم ر الطفل لأن ذلك يؤثر على شخصيته نجد أن رسول االله صلى االله عليه و سلم قد سبقهم إلى ذلك ، فعن عبد االله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال : خرج علينا رسول االله صلى االله عليه و سلم في إحدى صلاتي العشاء أو الظهر أو العصر ، و هو حامل الحسن أوالحسين ، فتقدم النبي صلى االله عليه و سلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها ، قال (راوي الحديث ) : إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر النبي صلى االله عليه و سلم و هو ساجد فرجعت في سجودي فلما قضى الرسول االله صلى االله عليه و سلم ، قال الناس يا رسول االله ، إنك سجدت بين ظهرانى الصلاة سجده قد أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحي إليك ، فقال رسول االله صلى االله عليه و سلم " كل )27 )ذلك لم يكن ولكن إبني إرتحلني ، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته . " أن في عمل الرسول هذا ذيبا لطباع شرسة ، و يحد بذلك من تنطع مقيت فإصلاح نفس الطفل و إدخال السرور على قلبه أمور هامة في المعاملة . و إذا كان الثواب مهما بالنسبة للأطفال ، فعقاب الطفل إذا أهمل أو جنح إلى الخطأ مباح أيضا إستنادا إلى إباحة الإسلام ضربه على ترك الصلاة عند بلوغه عشر سنين ، و لكن هذا العقاب المباح أمر بالغ الحساسية على الأخطاء الأخرى التي ترتكب من الأطفال ، و لا ننسى ما روته عائشة رضي االله عنها أن رسول االله صلى االله عليه و سلم قال : " إن االله رفيق يحب الرفق ، و يعطي على الرفق مالا يعطى على العنف ، و مالا يعطى على سواه " ، و إذا كانت هناك تبا ينات واضحة توصلت إليها البحوث بخصوص أبعاد أوأساليب المعاملة الوالدية وإنعكاساا على الأطفال ، فإنه في ضوء كل ما سبق و في ضوء ديننا )28 )الإسلامي يمكن تصور أساليب للمعاملة لا يمكن القول بأا مستقلة في شكل أبعاد على النحو التالي
1 التقبل ( الدفء –) الرفض ( الجحود ) : ( Ingratitude ( إن دفء المعاملة يتمثل في السعي إلى مشاركة الطفل ، و التعبير الظاهر عن حبه و تقدير رأيه و إنجاز اته و التجاوب معه و التقارب منه من خلال حسن الحديث إليه و الفخر المعقول بتصرفاته و مداعبته بالإضافة إلى رعايته ، و إستخدام لغة الحوار و الشرح لإقناعه، أو توضيح الأمور له مع البعد عن الإستياء منه والغضب من تصرفاته و الضيق بأفعاله وإشعاره بعدم الرغبة فيه والميل إلى إنتقاده و بخس قدراته و عدم التمتع بصحبته و ظهور النفور من وجوده ، لأن إتباع الرفض و الجحود للطفل يؤدي إلى صعوبة في بناء شخصية مستقلة نتيجة شعوره بالرفض ، كما أنه يكره السلطة الوالدية و ينسحب شعوره ذا إلى معارضة السلطة الخارجية، وغالبا ما يصبح هذا الطفل متمردا في المستقبل متسلطا و لديه شعور بالنقص . ) 2 الإستقلال – الضبط ( التحكم ) : هو منح الطفل قدرا من الحرية لينظم سلوكه ، دون دفع السلوك للطفل في إتجاهات محددة أو كف ميوله من خلال قواعد و نظم يطلب منه الإلتزام ا ويشجع على ممارستها دون مراعاة لرغبات الطفل أو دون تزويده بمعلومات عن نتائج سلوكه ، و يؤدي إتباع التحكم و السيطرة من قبل الوالدين ، إلى الكف عن التعبير الصريح عن الرأي و التردد في إتخاذ القرار وصعوبة معرفة الصواب والخطأ ، و في الأغلب تكون شخصية الطفل أميل إلى العصابية وعدم الإتزان الوجداني مستقبلا . ) 3 الحماية الزائدة - الإهمال هي المغالاة في المحافظة على الطفل و الخوف عليه لدرجة مفرطة ليس في أوقات المرض فحسب بل في أوقات التغذية و النظافة و اللعب و ممارسة المهام التي يكلف ا ، و لكن للحماية الزائدة مضارها المتمثلة في خشية الطفل من إقتحام المواقف ، و إنخفاض مستوى الجرأة ، و عدم الإعتماد على النفس ، كما أن للإهمال عواقبه على الطفل مثل التبلد و عدم الإنتماء بالإضافة إلى تكوين فكرة سيئة عن الحياة الأسرية . ) 4 الديمقراطية - التسلط : البعد عن فرض النظام الصارم Discipline Firm على الطفل أو كبح إرادته من قبل الوالدين معتمدين على سلطتهما و قوما و مقمين سلوك الطفل وفقا لمعايير مطلقة محددة للسلوك و منتظرين دائما الطاعة من قبله عند فرض رأيهما عليه و إجباره على التصرف بما يرضي رغبتهما ، و لكن غالبا ما يمارس الطفل نفس الأسلوب عندما يكبر ، و يبعد عن التعبير عن رأيه و ينخفض مستوى مفهوم الذات لدى الذين يعاملون ذا الأسلوب ، بالإضافة إلى تقلب إنفعالام و العزلة . ) 5 التدليل - القسوة ( Cruelty : ( التراخي و التهاون في معاملة الطفل و عدم توجيهه لتحمل المسؤوليات و المهام التي تتناسب و مرحلته العمرية، مع إتاحة إشباع حاجاته في الوقت الذي يريده هو ولكن مع التدليل يشعر الطفل بالغرور و إصابته بالإحباط لأتفه المواقف الصعبة ومع القسوة قد ينطوي على نفسه وينسحب من المواقف الإجتماعية و يتولد لديه شعور بالنقص و شعور حاد بالذنب و كره السلطة و العدائية مع الأطفال الآخرين . : ( Parental Reward and Punishment )العقابي – الإثابي 6 ( ما يجنيه الطفل كمعزز لتقوى أو تبقى أو تكتسب سلوكيات معينة كالإثابة الأولية (طعام أو شراب ...) أو الإثابة الموضوعية ( لعب أو مال .) أوالإثابة النشاطية ( الخروج و النزهة.) أو الإثاببة الإجتماعية ( إبتسامة أو إيماءة ...) مقابل ما يوجهه الوالدين من ألم جسمي أو نقد لفظي أو توبيخ أو إستهجان أو تخفيض في الإمتيازات الممنوحة للطفل ، و هناك أدلة مؤداها أن الطفل يتعلم أسرع إذا تلقى كلا من الثواب و العقاب ، فالإثابة تعلمه ما ينبغي أن يعلمه ، و العقاب يعلمه ما لا ينبغي أن يمارسه ، و إحاطة الطفل بالنوعين لها فائدة أكبر عما لوإعتمد على الثواب فقط أو العقاب فقط .
7 التذبذب (Irresolution (– إتساق المعاملة : عدم ثبات الوالدين أو حيرما في نظامهما الذي يتعاملان به مع الطفل في المواقف نفسها وتناقض أسلوما عند مقارنة أسلوب معاملة كل منهما بالآخرأوداخل أسلوب الوالد الواحد تجاه نفس السلوك الصادر من الطفل أو شبيه هذا السلوك ، و لكن يجد الطفل صعوبة في معرفة الإيجابيات و السلبيات ، يكون غالبا مترددا و متشائما و لا يصلح للقيادة و منخفض الإتزان الوجداني ، ويمارس السلوك ضد الإجتماعي . ) 8 الحزم - لامبالات : إقامة ضبط متزن على الطفل يتضمن تنبيهه إلى أخطائه و حثه على الوصول إلى نماذج ناضجة من السلوك مع توضييح الأشكال السلوكية غير المقبولة في جو من الحب و تقدير الرغبة بالإضافة إلى تشجيعه على التحاور و إبداء رؤ يته ، و لكن التسيب في أداء الأعمال ، ممارسة التخريب و ألعاب العنف ، رفض النظام ، ولا يمنع الأطفال عند هذه المعاملة من الضبط الذاتي . ) 9 التفرقة - المساواة : التفضيل و الإهتمام بأحد أو بعض الأبناء عن طريق الحب أو المساعدة و العطاء أو منح السلطة أو التمتع بمزايا دون إكتراث بمشاعر الأبناء الآخرين و هذا يؤدي بالغيرة و الخوف من المستقبل و الأنانية بالإضافة إلى فقدان الثقة بالآخرين . ) 10 الإعتزاز ( التقدير –) الإستهزاء (التحقير ) : الثناء على الطفل و إظهاره بأنه محل إعجاب وتقدير مع البعد عن خداعه أوالإستخفاف بتصرفاته وأفعاله و قدراته و إنفعالاته و إنجازاته، و من عيوب هذا الأسلوب إنخفاض مستوى الثقة بالنفس و بالتالي إنخفاض مفهوم الذات وضعف الولاء للأسرة و )29 )الشعوربالإحباط . )30 )خامسا : أهداف التنشئة الأسرية : من بين أهداف التنشئة الأسرية ما يلي : -1 تعليم الطفل كيف يتصرف بطريقة إنسانية . -2 تلقين المنشأ النظم الأساسية Desciplines Basic و التي تبدأ من التدريب على أعمال و عادات النظافة حتى الإمتثال لثقافة اتمع فضلا عن تلقيينه مستويات الطموح . -3 تعليم المنشأ الأدوار الإجتماعية و مواقفها المدعمة . إ -4 شباع حاجات المنشأ البايولوجية و الإجتماعية . -5 دمج المنشأ بالحياة الإجتماعية من خلال إكسابه المعايير و القيم و النظم الأساسية و أدواره الإجتماعية
قائمة المراجع : ) 1 )مراد زغيمي ، مؤسسات التنشئة الاجتماعية. الجزائر، منشورات جامعة باجي مختار 200 ،ص . 65 ) 2 )مهى سهيل المقدم ، المجتمع القروي بين التقليدية و التحديث . بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع ، ط ، 1 87 . ص ، 1995 ) 3 )سورة النساء ، الآية ) .01
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:40 pm من طرف Admin
» التوكل والاعتماد على الله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:38 pm من طرف Admin
» اليـــــــــــقين بالله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:36 pm من طرف Admin
» حيـــــــاة الســــــــلف بين القــــــــــــول والعـــــــــــمل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:34 pm من طرف Admin
» جاء رجل الى وهب بن منبه فقال :علمني شيئا الله به قال .....
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:31 pm من طرف Admin
» قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوكل نصف الدين
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:29 pm من طرف Admin
» في اليقــــــــــــين والتوكل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:26 pm من طرف Admin
» ماصبر عليه يوسف عليه السلام من مراودة امراة العزيز امر صعب جدا لقوة الداعي ؟ فما قوة الداعي فيه ؟
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:24 pm من طرف Admin
» الداخل في الشيء لايرى عيوبه
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:19 pm من طرف Admin