أهداف التنشئة الاجتماعية :
نجد أن الأسرة في المجتمعات العربية متماسكة وقوية ، ومع ذلك فإن أسلوب التنشئة فيها حاد إلى درجة الصرامة في كثير من الأحيان ، مما يعيق بناء الشخصية القادرة على المشاركة الإيجابية الفاعلة ، وهذا يؤدي إلى عدم قدرة الأطفال على الإبتكار والنقد البناء ، ولا تعطي الطفل الحرية التعبير أو السلوك أو الإعتقاد . ( الداهري، 2008م)
مما لاشك فيه أن عملية التنشئة الإجتماعية عملية هادفة ، تتداخل فيها مجموعة من العمليات الثقافية والإجتماعية والتي يصبح الفرد من خلالها قادرة على استيعاب قيم ومعايير المجتمع الذي يعيش فيه وذلك على المستوى المعرفي والإجتماعي والإنفعالي .
كما تساهم عملية التنشئة الإجتماعية في التوفيق بين دوافع الفرد ورغباته ، ومطالب واهتمامات الآخرين المحيطين به ، وبذلك تحول الفرد من طفل متمركز حول ذاته ومعتمد على غيره ، هدفه إشباع حاجاته الأولية ، إلى فرد ناضج يتحمل المسؤلية الإجتماعية ويدركها ويلتزم بالقيم والمعايير الإجتماعية السائدة ، فيضبط انفعالاته ويتحكم في إشباع حاجاته وينشيء علاقات إجتماعية سليمة مع غيره . ( دويدار، 2012م)
وتختلف التنشئة الإجتماعية من مجتمع لآخر تبعا لنظامه القانوني والإجتماعي والإقتصادي ، لكن الأهداف المشتركة بين المجتمعات متشابهة وهي كما يلي :
1. غرس عوامل ضبط داخلية للسلوك :
وذلك إلى أن يحتويها الضمير وتصبح جزءا أساسيا ، لذا فإن مكونات الضمير إذا كانت من الأنواع الإيجابية فإن هذا الضمير يوصف بأنه حي ، وأفضل أسلوب الإقامة نسق الضمير في ذات الطفل أن يكون الأبوين قدوة لأبنائهما حيث ينبغي ألا يأتي أحدهما أو كلاهما بنمط سلوكي مخالف للقيم الدينية والآداب الإجتماعية . (عفيفي، 1998 م)
2. دمج الأبناء بالحياة الإجتماعية :
من خلال إكسابهم المعايير والقيم والنظم الأساسية وأدواره الإجتماعية ، وإكساب الأبناء شخصيتهم في المجتمع . ( العمر ،2004م)
3. الإستقلال الذاتي والإعتماد على النفس :
وهو تعويد الطفل التعبير عن نفسه ، وجعله قادر على حل مشكلاته ، وعلى اتخاذ القرار بنفسه ، والقدرة على الإستقلال عن والديه ، أو غيرهما ، سواء إستقلالاً مادياً أو نفسياً ، بصورة يقوم فيها الإستقلال على الشعور بالمسؤولية والواجب ، والتوعية بالحقوق والواجبات . (شروخ، 2004م)
4. تحقيق النضج النفسي :
لكي تكون الأسرة سليمة متمتعة بالصحة النفسية يجب أن تكون العلاقات السائدة بين أفرادها متزنة سليمة ، وإلا تعثر الطفل في نموه النفسي ، والواقع أن الأسرة تنجح في تحقيق النضج النفسي للطفل من خلال تفهم الوالدين وإدراكهما الحقيقي لمعاملة الطفل وإدراك الوالدين ووعيهما بحاجات الطفل السيكولوجية ، والعاطفية المرتبطة بنموه ، وتطور نمو فكرته عن نفسه ، وعن علاقته بغيره من الناس ، وإدراك الوالدين لرغبات الطفل ، ودوافعه التي تكون وراء سلوكه والتي قد يعجز عن التعبير عنها . (مقحوط، 2014م)
5. الإندماج في المجتمع :
تعليم الطفل المهارات التي تمكنه من الإندماج في المجتمع ، والتعاون مع أعضائه ، والإشتراك في نواحي الأنشطة المختلفة وتعليمه أدواره ، ما له وما عليه ، وطريقة التنسيق بينهما وبين تصرفاته في مختلف المواقف ، وتعليمه كيف يكون عضواً نافعاً في المجتمع وتقويم وضبط سلوكه . (أحمد ، 2012 م)
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:40 pm من طرف Admin
» التوكل والاعتماد على الله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:38 pm من طرف Admin
» اليـــــــــــقين بالله
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:36 pm من طرف Admin
» حيـــــــاة الســــــــلف بين القــــــــــــول والعـــــــــــمل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:34 pm من طرف Admin
» جاء رجل الى وهب بن منبه فقال :علمني شيئا الله به قال .....
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:31 pm من طرف Admin
» قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوكل نصف الدين
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:29 pm من طرف Admin
» في اليقــــــــــــين والتوكل
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:26 pm من طرف Admin
» ماصبر عليه يوسف عليه السلام من مراودة امراة العزيز امر صعب جدا لقوة الداعي ؟ فما قوة الداعي فيه ؟
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:24 pm من طرف Admin
» الداخل في الشيء لايرى عيوبه
الأربعاء فبراير 15, 2023 6:19 pm من طرف Admin